الأربعاء، 6 ديسمبر 2023

شرح إنتاجيّ: (أغشَى الوغَى وأعِفّ عند المغْنم، عنترة بن شدّاد)، محور 1: (الشّعر الجاهليّ)، 2023-2024


v أستاذة العربيّة: فوزيّة الشّطّي شرح إنتاجيّ: 'أغْشَى الوغَى وأعِفُّ عند المغْنَم' عنترة بن شدّاد v

dv المحور 1: الشّعر الجاهليّ 2ث المنتزه 2023-2024 vc

-       الشّرح الإنتاجيّ:

يهدف الشّرحُ الإنتاجيّ إلى المزجِ بين مادّتيْ شرحِ النّصّ والإنتاجِ الكتابيّ. فبعد قراءةِ النّصّ وشرحِه شفويّا شرحا كاملا، اِخترْنا بعضَ الأبيات لتدريبِ تلميذ الشّعبِ العلميّة على التّفسير بلغةٍ سليمة وفهمٍ عميق.

-       تقديم النّصّ:

هذا نصٌّ مِن الشّعر العموديّ، بحرُه الكامل [مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُنْ]، ورويُّه الميم، وغرضُه الفخرُ الفرديّ. اُقتُطف مِن معلّقةِ الشّاعر الجاهليّ "عنترة بن شدّاد". ويندرج ضمن المحورِ الأوّل "الشّعر الجاهليّ".

-       اِشرحِ الأبياتَ التّالية مُكوِّنا فقرةً تفسيريّة قصيرة لكلّ بيتٍ منها:

البيت 3: «[فَإِذَا شَرِبْتُ فَإِنَّنِـي مُسْتَهْلِكٌ ttt مَالِـي]، [وَعِرْضِـي وَافِرٌ لَـمْ يُكْلَمِ]»:

يدّعي عنترةُ مُفاخِرا أنّه مهما شربَ مِن الخمر يظلّ محافِظا على رجاحةِ عقلِه ورُقيِّ أخلاقه ونظافةِ عِرضه. ففي هذه الجلساتِ الخمريّة السّخيّة لا يخسر الشّاعرُ إلاّ بعضَ ماله. أمّا شرفُه فلا ينتقصُ مِنه شيءٌ.

البيت 5: «[هَلاَّ سَأَلْتِ الـخَيْلَ، [يَا ابْنَةَ مَالِكٍ] ttt إِنْ كُنْتِ جَاهِلَةً بِـمَا لَـمْ تَعْلَمِي]»:

يحضُّ الشّاعرُ حبيبتَه 'عبلةَ' ابنةَ عمّه 'مالك' على أن تسألَ الفرسانَ المقاتلين عن مهارتِه في ساحةِ الوغَى إنْ كانت جاهلةً حقّا بذلك. وهنا يفتخرُ عنترةُ بقدرتِه القتاليّة الّتي علِمها الجميعُ عِيانا والّتي تُعَدّ خصلةً رئيسة مِن خصال الفتوّة في العصرِ الجاهليّ.

[ملاحظة: الأبياتُ 5 و6 و7 و8 (باستثناء جملة النّداء 'يَا ابْنَةَ مَالِكٍ') تمثّل جملةً واحدة: بدأتْ بالطّلبِ 'هَلاَّ سَأَلْتِ'، وانتهتْ بالفعلِ المضارع 'يُـخْبِرْكِ' الّذي جاء مجزوما لأنّه جوابُ الطّلب. لكنْ اخترنا الاكتفاءَ ببيْتٍ واحد لأهدافٍ تعليميّة].

البيت 16: «[لَوْ كَانَ يَدْرِي مَا الـمُحَاوَرَةُ اشْتَكَى] ttt [وَلَكَانَ لَوْ عَلِمَ الكَلاَمَ مُكَلِّمِي]»:

أنْسَنَ الشّاعرُ فرسَه الـمُقاتِل الّذي أثخنتْه الجراحُ أثناءَ المعركة الشّرسة. فهذا الحيوانُ الأبكم تألّـمَ حتّى كاد ينطق وجَعا وطلَبا للرّحمة وعجْزا عن تحمّلِ رماح الأعداء الّتي أصابتْ صدرَه. فنظر إلى صاحبِه مُستعطِفا، وصهلَ صهيلا خافتا كيْ يرقّقَ قلبَه عليه وينبّهَه إلى شدّةِ عذابه. ودلّ شرطُ الامتناع (لَوْ) على معنى استحالة الكلام.

[ملاحظة: يُعتبَر هذا البيتُ مِن أبلغِ ما قِيل في وصفِ الفرس في كلِّ الشّعر الجاهليّ].

البيت 17: «[وَلَقَدْ شَفَى نَفْسِي وَأَبْرَأَ سُقْمَهَا ttt قِيلُ الفَوَارِسِ: 'وَيْكَ عَنْتَرَ أَقْدِمِ']»:

يعترف عنترةُ ضمنيّا بأنّه يثأرُ لنفسِه مِن القبيلةِ الّتي عاش فيها عبدا ذليلا طيلةَ سنوات. فقد أسعدَه أن يجدَها في حاجةٍ ماسّة إلى سيفِه حتّى يدافعَ عنها ويحميَها مِن هجمة الأعداء. بل صوّر الفرسانَ المحاربين مِن أبناء قبيلتِه يستغيثون به فزِعين ليشدَّ أزرَهم في محنةِ القتال. تعويلُ القبيلة عليه شفاهُ مِن آلامِه النّفسيّة القديمة.

dv عمــلا موفّـــقا vc


ليست هناك تعليقات: