الأحد، 3 ديسمبر 2023

شرح إنتاجيّ: (لنا الدّنيا ومَن أضحَى عليها، عمْرو بن كلثوم)، محور 1: (الشّعر الجاهليّ)، 2023-2024

نسخة الأستاذ

نسخة التّلميذ

أستاذة العربيّة: فوزيّة الشّطّي t شرح إنتاجيّ: 'لنَا الدّنْيا ومَن أضْحى علَيْها' t عمْرو بن كلثوم

d المحور 1: الشّعر الجاهليّ 2ث المنتزه 2023-2024 c

-       الشّرح الإنتاجيّ:

يهدف الشّرحُ الإنتاجيّ إلى المزجِ بين مادّتيْ شرحِ النّصّ والإنتاجِ الكتابيّ. به يعبّر التّلميذُ عن فهمِه للنّصّ تعبيرا كتابيّا يثري زادَه اللّغويّ ويرسّخ المعانيَ في ذاكرته.

-       تقديم النّصّ:

هذا نصٌّ مِن الشّعر العموديّ، بحرُه الوافر [مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعَلَتُنْ فَعُولُنْ]، ورويُّه النّون، وغرضُه الفخرُ القبليّ. اُقتُطف مِن معلّقةِ الشّاعر الجاهليّ "عمْرٍو بن كلثوم". ويندرج ضمن المحور الأوّل "الشّعر الجاهليّ".

-       ما هي قيمُ الفخر القبليّ الّتي صوّرها الشّاعرُ؟

(أجِبْ في فقرةٍ متكامِلة: مقدّمة + جوهر + خاتمة).

لقد صوّر الشّاعرُ عمْرٌو بنُ كلثوم في هذا الجزءِ مِن المعلَّقة أهمَّ قيمِ الفخر القبليّ الّتي بجّلها مجتمعُه أثناءَ العصرِ الجاهليّ. فما هي؟

كانت القدرةُ القتاليّة السّاحقة هي الأَوْلَى بالذّكرِ والتّأكيد والتّمجيد. إذْ شبّه المفتخِرُ جيشَ قبيلتِه بِـــ «الرَّحَى» الّتي تطحنُ الأعداءَ طحْنا بالجملةِ وبالسّرعةِ القُصوى. بل تباهَى بأنّ قبيلتَه قتلتْ مَلِكَ الحِيرة 'عمْرو بن هند' لأنّه أهانَ إحدى نسائها. فقال يصفُ عودةَ المحاربين مظفَّرين مِن ساحةِ الوَغَى: «وَأُبْنَا بِالـمُلُوكِ مُصَفَّدِينَا». ثمّ كان التّأكيدُ على الـمِنْعةِ. فقبيلةُ الشّاعر حصينةٌ لا يجرؤُ أحدٌ على غزوِ ديارها أو التّعدِّي على ما حازتْه لنفسِها مِن المراعِي الخصيبة ومنابعِ المياه العذبة. إذ أنشد : «وَنَـحْنُ الآخِذُونَ لِـمَا رَضِينَا». ثمّ إنّ القبيلةَ ذاتُ أمجادٍ يَشهد بها الخصومُ قبل الحلفاء. زِدْ على ذلك أنّها واسعةُ النّفوذ برّا وبحرا لكثرةِ ما عندها مِن عددٍ وعُدّة. ولأنّ الثّأرَ شريعةٌ مقدَّسة لدى عربِ الجاهليّة، فقد أكّد الشّاعرُ أنّ قومَه لا يُسقطون ثأرَهم إطلاقا حتّى لو كانَ مجرّدَ إهانة. خيرُ دليل على ذلك قولُه:

«إِذَا مَا الـمَلْكُ سَامَ النَّاسَ خَسْفًا ttt أَبَيْنَا أَنْ نُقِرَّ الـخَسْفَ فِينَا».

مع قيمِ الشّدّة والبطش هذه، وجدْنا ابنَ كلثوم يمتدحُ كرمَ قبيلتِه الّتي تُطعم الجياعَ كلَّ يوم مِن كلِّ قِدْرٍ. هذا لأنّ الجودَ دليلٌ على وفرةِ الخير لدى الواهبِ وعلى قيمةِ التّضامن الإنسانيّ بين أبناءِ الصّحراء العربيّة أقرباءَ كانوا أو غرباء. أكّد ذلك قائلا: «أَنَّا الـمُطْعِمُونَ إِذَا قَدَرْنَا». بفضلِ هذه الخصال اكتسبتْ قبيلةُ الشّاعر هيبةً يقرأ لها الجميعُ ألفَ حسابٍ. حتّى إنّ الـمُفاخِرَ لخّص سطوةَ قبيلتِه وسيادتَها على مَن سِواها في بيتِه الشّهير:

«إِذَا بَلَغَ الفِطَامَ لَنَا صَبِـيٌّ ttt تَـخِرُّ لَهُ الـجَبَابِرُ سَاجِدِينَا».

في هذا النّصِّ الفخريّ صوّر الشّاعرُ قبيلتَه كاملةَ الخصال يعتزُّ المرءُ بالانتماءِ إليها وبالعيش في أحضانِها. إذْ مِن شروطِ الفُتوّة أن ينتسبَ الفتى الجاهليّ إلى قبيلةٍ كهذه.

dv عمــلا موفّـــقا vc


ليست هناك تعليقات: