الأربعاء، 6 ديسمبر 2023

شرح إنتاجيّ: (تلفٌ مقيم، أبو ذؤيب الهذليّ)، محور 1: (الشّعر الجاهليّ)، 2023-2024

d أستاذة العربيّة: فوزيّة الشّطّي شرح إنتاجيّ: 'تلفٌ مُقِيم' أبو ذُؤَيب الـهُذليّ c

tdالمحور 1 الشّعر الجاهليّ 2ث المنتزه 2023-2024 ct

-       تقديم النّصّ:

هذا نصٌّ مِن الشّعر العموديّ، بحرُه الكامل [مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُنْ]، ورويُّه العين، وغرضُه الرّثاء. اُقتُطف مِن ديوانِ الشّاعر الجاهليّ "أبي ذؤيب الـهُذليّ". ويندرج ضمن المحور الأوّل "الشّعر الجاهليّ".

-       أجِبْ عن الأسئلة التّالية في فقراتٍ متكاملة:

1- بيِّنْ مظاهرَ التّفجّع في هذا النّصّ الرّثائيّ:

أظهر هذا الأبُ الملتاع الكثيرَ مِن التّفجّعِ على أبنائِه الخمسة الّذين قضى عليهم الطّاعونُ. فقد استمرّ توجّعُه بسببِ هذه المأساة مدّةً طويلة دون أن يستطيعَ تسليةَ نفسِه. ثمّ إنّ شدّةَ الحزن أضعفتْ جسمَه وأنهكتْه. أمّا الإفراطُ في البكاء فكادَ يذهبُ ببصره. وقد زاد شجنُه حتّى أحسّ بقربِ منيّته. إذْ صار يعيش أيّامَه الثّقيلةَ الكئيبةَ مترقّبا موتا يُريحه مِن محنةِ الفقْد ويُقرّبه مِن فَلَذاتِ كبدِه.

2- كيف صُوّر الموتُ في هذا النّصّ؟

صوّر الهذليُّ حدثَ الموت كأنّه حيوانٌ مفترِس ينقضّ بمخالبِه الحادّة وأنيابِه القاطعة على الفريسة حتّى يهزمَها ويلتهمَها. وهذه صورةٌ مجازيّة اُقتُبستْ مِن عالمِ الحيوان لتمثيلِ هجمةِ الموتِ السّاحق على البشرِ العُزّل المغلوبين على أمْرهم. [عُزَّلٌ: جَمْعٌ، مُفْرَدُهُ أَعْزَلُ، الـمُجَرّدُونَ مِنَ السِّلاَحِ].

3- ما وظائفُ الحكمة في هذا النّصّ؟

اِستعمل الشّاعرُ ثلاثَ حكمٍ في هذا النّصّ الرّثائيّ، تنوّعتْ وظائفُها حسَب سياقِها:

(البيت: 9)، «وَإِذَا الـمَنِيَّةُ أَنْشَبَتْ أَظْفَارَهَا ttt أَلْفَيْتَ كُلَّ تَـمِيمَةٍ لاَ تَنْفَعُ»:

صِيغتْ هذه الحكمةُ الشّهيرة في تركيبٍ شرطيّ تلازميّ. وعبّرتْ عن معنى حتميّةِ الموت الّذي يُغيّب جميعَ الأحياء مهما قصُر عمرُهم أو طال. أمّا وظيفتُها فهي مواساةُ النّفسِ الجزِعَة وتصبيرُها على هذا المصابِ الجلَل وإقناعُها بأنّ المنيّةَ قدرٌ لا يُردّ بالتّعاويذ ولا يُحصَّن منه أحدٌ. والمعلومُ أنّ المصيبةَ إذا عمّتْ خفّتْ.

(البيت: 13)، « لاَ بُدَّ مِنْ تَلَفٍ مُقِيمٍ»:

صِيغتْ هذه الحكمةُ في جملةٍ اسميّة تقريريّة منفيّة. وعبّرتْ عن معنى أنّ الفناءَ قدرٌ لا مفرَّ منه. أمّا وظيفتُها فهي إسكاتُ الشّامتين الّذين سيلقوْن يوما ما نفسَ المصير.

(البيت: 14)، «وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيْكَ يَوْمٌ مَرَّةً ttt يُبْكَى عَلَيْكَ مُقَنَّعًا لاَ تَسْمَعُ»:

صِيغتْ هذه الحكمةُ في جملةٍ تقريريّة مثبتَة ومؤكَّدة بحرفيْ التّوكيد (لَـ ، نَّ). جاءتْ خطابا مباشِرا لكلِّ مَن تَشفَّى في الأبِ المنكوب. ومعناها تذكيرُ المتشفّي بأنّه ليس مخلَّدا في الدّنيا بل محكومًا مثلنا بالفناء. أدّتْ وظيفةَ الثّأرِ مِـمّنْ لم يقدّرْ مصيبةَ الشّاعر ولم يقرأْ حسابَ الكفنِ الّذي سيلُفّه عاجِلا أم آجِلا.

dv عمَـــــلا موفّـــــقا vc


ليست هناك تعليقات: