الخميس، 8 يناير 2015

شرح النّصّ: التّمهيد للمحور 2: (التّجديدُ في الشّعر العربيّ في ق2هـ)، 2014-2015





  أستاذة العربيّة: فوزيّة الشّطّي    شرح النّصّ    التّمهيد للمحور 2  

  التّجديدُ في الشّعر العربيّ في ق2ه    معهد المنتزه    2ث   2023-2024   

1-       الإطارُ التّاريخيّ:

القرنُ الثّاني للهجرة (ق2هـ) يوافق القرنَ الثّامن للميلاد (ق8م). ويندرجُ ضمنَ عصر الخلافة العبّاسيّة الّتي امتدّتْ مِن: 132ه/750م إلى 656ه/1258م، أي إنّها استمرّتْ 524 عاما. تميّز المجتمعُ العبّاسيُّ بانفتاحٍ كبيرٍ على الأممِ الأجنبيّة كالفارسيّة والتّركيّة والرّومانيّة وغيرها وبتعدُّدٍ دينيّ ومذهبيّ ولغويّ وعرقيّ. كان ذلك بسببِ التّحالفِ السّياسيّ بين بني العبّاس وغيرِ العرب للإطاحة بالدّولةِ الأمويّة أوّلا وبفضلِ الفتوحاتِ الإسلاميّةِ الّتي وسّعتِ الرّقعةَ الجغرافيّةَ والبشريّةَ لهذه الدّولةِ ثانيا. فكانَ التّنوّعُ الحضاريُّ في أجلَى مظاهره، وكانت الصّراعاتُ على أشُدِّهَا. لذا تُعتبَرُ الخلافةُ العبّاسيّةُ الفترةَ الزّمنيّةَ الأبرزَ مِنْ حيثُ تطوّرُ الإبداعِ شعرا ونثرا... وتقدُّمُ العلومِ طِبّا وهندسةً وفَلَكا وحسابا وفلسفة... وازدهارُ الفنّ الإسلاميّ خطّا وعِمارةً وزخرفةً... 

اِستطاعتْ قصيدةُ (ق2ه) أنْ تواكبَ الكثيرَ مِن مظاهرِ الحياةِ الجديدة وأنْ تعكسَ جوانبَ عِدّةً مِن التّغيير الاجتماعيّ والسّياسيّ والاقتصاديّ والعقائديّ والأخلاقيّ والفكريّ في مجتمعِها. فسُمّي الشّعرُ "مُـجَدِّدا" أو "مُـحْدَثا" مُقارنةً له بالنّموذجِ الشّعريّ الجاهليّ. وسُـمِّيَ الشّعراءُ غيرُ العرب بـ "الـمُوَلَّدِينَ" أو "الـمُوَلِّدِينَ" لسببيْن على الأقلّ: إمّا لأنّهم نشأُوا في ديارِ العرب وأتقنُوا الكتابةَ بلغتهم دون أنْ يكونُوا منهم أو لأنّهم وَلَّدُوا في الكلامِ الشّعريّ أي اسْتحدثُوا فيه ما لم يَكنْ مِن معانِـي العرب وكلامِها.

2-       أعلامُ المحور:

-  بَشّارٌ بنُ بُرْدٍ [96ه-166ه]:

وُلِدَ أعمًى. وهو فارسيُّ الأصلِ. كان مُـحِبّا للملذّات مُجاهِرا بالسّكْرِ وبالزّنَى. وكان بذيءَ اللّسانِ، فاحِشَ الهجاءِ، جَريءَ الغزلِ. عَشِقَ "عَبْدَة"، وبها تغزَّل كثيرا.  ويُعبِّرُ غزلُه الـمُتّسمُ بالرّقةِ والبساطةِ والجُرأةِ والحِواريّات عنْ شخصيّةٍ اجتماعيّة مرِحَة مُقبِلَةٍ على مُتَعِ الدّنيا تُؤثر الاستئناسَ في مجالس الغناء واللّهو. هجا الخليفةَ "المهديَّ". فاتّهمه بالزّندقةِ لِيُقتَلَ ضرْبا بالسّياط وهو في سنِّ السّبعين.

-  أبُو نُوَّاسٍ: الحَسَنُ بْنُ هَانِئ [145ه-199ه]:

شاعرٌ عربيُّ الأبِ فارسيُّ الأمِّ. يُعتَبَرُ أبو نُوّاس رائدَ الشّعرِ الخمريِّ في الأدبِ العربيِّ. إذ وصف أنواعَ الخمرِ وأوانيَها وشكلَها ومجالسَها وما بتلك المجالس مِن نُدْمانٍ ومظاهرِ لهوٍ وغناءٍ وطربٍ. معه صارتِ الخمريّاتُ غرضا شعريّا مُستقلاّ بذاته لا مجرَّدَ صفةٍ فَخْريّة أو مَدْحيّة. وهو ما أعطى لذلك الفنِّ الجديد أهميةً كبرى. وُصِف ابنُ هانِئٍ بكونِه خلِيعًا ومَاجِنًا لأنّه جَاهَرَ باتّخاذِ الخمرةِ مذهبًا في الحياة وأقْدَمَ على التّغزُّل بالمذكَّر. تابَ في آخرِ حياته واضِعا شِعرا في الزّهدِ وطلبِ الغُفران. اُختُلِف في وفاته إنْ كانتْ طبيعيّةً أم بسبب السّمِّ.

-  أبُو العَتَاهِيَة: أبُو إسْحَاقَ إسْماعِيلُ بنُ القاسِم [130ه-211ه]:

كان والدَاه مِن مَواليِ العرب [الـمَوْلَى: هو خَادِمٌ يعملُ عند العربِ المسلمينَ، يُفترَض أن يكون مُواليا مُطيعا لِـمَن كان سيّدَه ثمّ أعتقَه بعد الإسْلام]. عُرف أبُو إسحاق في شبابِه بالـمُجون واللّهوِ. وكتبَ في أغلبِ الأغراضِ مِن مَدحٍ وغزلِ. ولكنّه كفَّ عن ذلك، ومالَ إلى التّنسُّكِ والزُّهد، وانصرفَ عن ملذّاتِ الحياةِ الدّنيا إلى الانشِغالِ بخواطرِ الموت ودعوةِ النّاس إلى التّزوّد مِن دارِ الفناء (الدّنيا) إلى دارِ البقاء (الآخرة). فخصّصَ شعرَه للزّهدِ والحكمةِ. عنده صارَ الزّهدُ غرضا شعريّا تُخصَّص له قصائدُ كاملةٌ ومذهبا حياتيّا يُعلَّل ويُدْعَى إلى اعتناقه.

3-       مواطنُ التّجديد في شعر ق2ه:

-     تبيّنُ الأساليبِ الفنّيّة الـمُعتمَدة في أغراض: الغَزل (بشّار) والـخَمر (أبو نُوّاس) والزُّهد (أبو العتاهية).

-        اِستخلاصُ أهمِّ مظاهر التّجديد الشّعريّ عندهمْ في المعاني واللّغةِ والصّورةِ والبنيةِ...

-   اِستجلاءُ مواقفِ الشّعراءِ الثّلاثةِ إزاء الحياة والموت: مذهبُ المتعة الحِسّيّة، مذهبُ الخمرِ، مذهبُ الزّهدِ.

-        البحثُ عن الصّلاتِ العميقةِ بين هذه التّجاربِ الشّعريّة المتنوّعة الّتي أنتجها المجتمعُ العبّاسيُّ ومَنَحَها الحقَّ في الوجودِ وفي النّموِّ رغمَ ما بينها مِن تعارُضٍ.

cd   عَــمـــــلاً مُـــوفَّــــقا  cd


الجمعة، 2 يناير 2015

الفرض العاديّ 1: (دراسة النّصّ)، محور 1: (الشّعر الجاهليّ)، نصّ: (عنترة بن شدّاد)، الإصلاح، 2014- 2015

.أستاذة العربـيّة
الفرض العاديّ1 في دراسة النّصّ
معهد "قرطاج حــنّـبعل"
فوزيّة الشّـــطّي
2 اقتصاد : 3
2014.11.20
النّصّ: هذا النّصُّ جزءٌ من معلّقة الشّاعر الجاهليّ عنترة بن شدّاد:
1-                       يَا دَارَ عَبْــــــــلَةَ بِالـجَــــــوَاءِ، تَكَلَّمِي ... وَعِمِي صَبَاحًا دَارَ عَبْلَةَ وَاسْلَمِي
2-                       حُيِّيـــتَ مِنْ طَلَلٍ تَقَادَمَ عَهْــــــــــدُهُ ... أَقْـــــــوَى وَأَقْـــــــفَرَ بَعْــــدَ أُمِّ الـهَيْـــــثَمِ
3-                       عُلِّقْتُهَا عَـــــرَضًا، وأَقْــــــتُلُ قَوْمَــــهَا ... زَعْمًا، لَعَمْرُ أَبِيكِ، لَيْسَ بِــــــــمَزْعَمِ
4-                       وَلَقَدْ نَزَلْــــتِ، فَلاَ تَظُــــــــنِّـي غَيْـــرَهُ ... مِنِـي بِـمَنْــزِلَةِ الـمُـــحَبِّ الـمُكْـــــــــــرَمِ
5-                       إنْ تُغْدِفِـي دُونِـي القِـــنَاعَ فَإِنَّـــــــنِـي ... طَــــبٌّ بِأَخْـــذِ الفَارِسِ الـمُسْتَلْــــئِمِ
6-                       أَثْنِـي عَلَـــــــيَّ بِـمَا عَلِمْتِ فَـإنَّـــــــــنِـي ... سَـمْحٌ مُــــــخَـالَقَتِـي إِذَا لَـمْ أُظْـــــلَمِ
7-                       وَإذَا ظُلِمْــتُ فَإِنَّ ظُلْمِـيَ بَاسِــــــلٌ ... مُــــــــرٌّ مَذَاقَـــــــــتُهُ كَطَعْـــــــــمِ العَلْـــــــــقَمِ
8-                       وَحَلِيلِ غَانِيَــــــةٍ تَــرَكْــتُ مُـجَــــــــــــدَّلاً ... تَـمْـــكُو فَرِيصَتُهُ كَشِدْقِ الأَعْـــــــلَمِ
9-                       سَبَقَتْ يَدَايَ لَهُ بِعَاجِــلِ طَعْنـــَـةٍ ... وَرَشَــــــاشِ نَافِــــــذَةٍ كَـــــــــلَوْنِ العَنْـــــــدَمِ
10-                  وَمُدَجَّـــــجٍ كَرِهَ الكُـــمَاةُ نِــزَالَــــــــــــــهُ ... لاَ مُـمْــــعِنٍ هَرَبًــــــــــــا وَلاَ مُسْتَسْلِـــــــمِ
11-                  جَادَتْ لَهُ كَفِّي بِعَــاجِلِ طَعْـــــــنَـةٍ ... بِـمُثَـقَّفٍ صَـدْقِ الكُـــعُوبِ مُــقَــــــوَّمِ
12-                  فَتَـرَكْـــــتُهُ جَزَرَ السِّبَاعِ يَنُشْــــــــــــــنَهُ ... يَقْضِمْنَ حُسْنَ بَنَانِهِ وَالـمِعْـــصَمِ.
شرحُ المعلَّقات السّبع للزّوْزني، صص: 137-147، دار صادر، بيروت، لبنان.
الشّرح المعجميّ:
1-  عبلةُ: اسمُ حبيبة الشّاعر- الـجَوَاءُ: اسمُ موضِع أو مكان.
2- أقْوَى وأقفرَ: خلاَ من النّاس -  أمُّ الـهيثم: كنيةُ عبلة.
3- عُلّقْتُها: عشِقْتُها - عَرضًا: فجأةً وعن غيرِ قصْدٍ - لَعَمْرُ أَبِيكِ: صيغةُ قسَمٍ.
5- تُغْدِفِي القناعَ: تُرْخِي ستارا عازِلا، تَسْتَتِرِي عنّي - طَبٌّ: حاذِقٌ ماهِرٌ - المسْتَلئِم: من يلبسُ الدّرعَ.
6- أثْنِـي عليّ: اِمْدَحِينِي - المخَالقةُ: المصاحبة والمعاشَرة.  7- باسِلٌ: كَرِيهٌ، سيِّـئُ العاقبَةِ.
8- حَلِيلٍ: زَوْج [مجرورٌ بـ "رُبّ" المحذوفة الدّالّة على الكثْرة] - غانِيةٌ: امرأةٌ جميلةٌ -  مُـجَدَّلا: أُلْقِيَ بهِ أرْضًا -تَـمْكُو: تُصْدِرُ صوْتًا كالصّفِيرِ - الفرِيصَةُ: أوْدَاجُ العُنُقِ - الشِّدْق: الفَمُ - الأعْلَمُ: مَن بِشَفَتِه العُلْيَا شَقٌّ.
9- رَشَاش: طعنةٌ ترشُّ دمَ القَتِيل - العَنْدَم: نباتٌ أحمرُ اللّون.
10- مُدجَّجٍ: تامُّ السّلاحِ [مجرورٌ بـ "رُبّ" المحذوفة الدّالّة على الكثْرة] - الكُماةُ: الشّجعانُ الأبطالُ - النِّزال: القِتال.
11- المثقَّفُ: الرّمحُ المسْتَوِي -  صَدْق: صَلْب – الكُعُوب: عُقْدَةُ الرّمْح.
12- جزَرٌ: شاةٌ أُعِدّتْ للذّبْحِ ... يَنُوشُ: يَتَنَاوَل ... البَنَانُ: أطرَافُ الأصابع.


.أستاذة العربـيّة
الفرض العاديّ1 في دراسة النّصّ
معهد "قرطاج حــنّـبعل"
فوزيّة الشّـــطّي
2 اقتصاد : 3
2014.11.17
التّلميذ (ة): ......................................... الرّقم: .......
................../20
1-             قسِّم النّصَّ حسْب معيار محدَّد: (1ن)
..............................................................................................................
..............................................................................................................
2-             بِـمَ مَدَحُ عنترةُ خصْمَه القتيلَ في البيتِ العاشرِ؟ ولِـمَ فعَل ذلك؟ (1ن)
..............................................................................................................
..............................................................................................................
3-             ما هي المفاخرُ الّتي نسَبَها عنترةُ بنُ شدّاد إلى نفسِه؟ (2ن)
..............................................................................................................
..............................................................................................................
..............................................................................................................
..............................................................................................................
4-             تَـجاورَ في النّصّ الحبُّ العفيفُ والنّزعةُ القتاليّةُ. أتجدُ في ذلك تناقضا؟ علّلْ جوابَك (2ن)
..............................................................................................................
..............................................................................................................
..............................................................................................................
..............................................................................................................
5-              أ/ أضِفِ الحروفَ التّاليةَ مُصرِّفا الأفعالَ في الصّيغ المناسبة مُغيِّرا ما يجبُ تغييرُه، مع الشّكلِ التّامّ: (3ن)
-       [لامُ الأمرِ]: لَقَدْ نَزَلْـــتِ مِنِـي بِـمَنْــزِلَةِ الـمُــحَبِّ.
.............................................................................................  (0.5)
-       [حرفُ نفْيٍ وجَزْم]: ظُلِمَ عَنْتَرَةُ ظُلْمًا مَرِيرًا.
.............................................................................................  (0.5)
-      [حرفُ التّسْوِيفِ]: جَادَتْ لَهُ كَـفِّي بِعَــاجِلِ طَعْــــنَـةٍ.
.............................................................................................  (0.5)
       ب/ استخْرِجْ من النّصّ: جملةَ نَهْيٍ + جملةً شرطيّة تُعبِّر عن الإمْكان:
.............................................................................................  (0.75)
............................................................................................. (0.75)
6-             أكْمِل الجدْولَ معتمِدا الأفعالَ المسطَّرة في النّصّ: (3ن)
الفعل
صيغتُه الصّرفيّة
دلالتُه الزّمانيّة
  تَكَلَّمِـي  1)
(0.25)
(0.5)
  حُيِّـيتَ   2)
(0.25)
(0.5)
  أَقْتُــــلُ    3)
(0.25)
(0.5)
  تَرَكْتُ    (ب8)
(0.25)
(0.5)
7-             «عَبَّرَ الشَّاعِرُ الجاهِلِيُّ عَنِ القِيَمِ الأخْلاَقِيَّةِ وَالحَرْبِيَّةِ الّتِي يَسِيرُ عَلَيْهَا مُـجْتَمَعُهُ القَبَلِيُّ».
اِدْعَمْ هذه الأطروحةَ في فقرةٍ حِجاجيّة لا تَتَجاوزُ خمسةَ عَشَرَ [15] سطرا. (7ن)
..............................................................................................................
..............................................................................................................
..............................................................................................................
..............................................................................................................
..............................................................................................................
..............................................................................................................
..............................................................................................................
..............................................................................................................
..............................................................................................................
..............................................................................................................
..............................................................................................................
..............................................................................................................
..............................................................................................................
..............................................................................................................
..............................................................................................................
..............................................................................................................
..............................................................................................................
نقطة [1] على وضوحِ الخطّ ونظافةِ الورقة
عَـــملاً مُـوفَّــــــــــــــــــقًا


الإصْـــــــــــلاَح
.أستاذة العربـيّة
الفرض العاديّ1 في دراسة النّصّ
معهد "قرطاج حــنّـبعل"
فوزيّة الشّـــطّي
2 اقتصاد : 3
2014.11.17
التّلميذ (ة): ....................................... الرّقم: .......
................../20
1-             قسِّم النّصَّ حسْب معيار محدَّد: (1ن)
-       ب1 + ب2: الوقفةُ الطّلليّة.
-       ب3 ب5: النّسيبُ.
-       البقيّة: الفخرُ الذّاتـيّ.
2-             بِـمَ مَدَحُ عنترةُ خصْمَه القتيلَ في البيتِ العاشرِ؟ ولِـمَ فعَل ذلك؟ (1ن)
مدحَ عنترةُ خصمَه بكونِه تامَّ السّلاح ومحاربا شرِسا يخشاهُ الأعداءُ الأبطالُ وبأنّه لا يهابُ ساحةَ الوغى ولا يهربُ من ويْلاتِها. فعل الشّاعرُ ذلك افتخارا بكونِه الوحيدَ الّذي استطاعَ، لأنّه الأقوَى والأشجعُ، أنْ ينتصِرَ على هذا الفارس العنيد.
3-             ما هي المفاخرُ الّتي نسَبَها عنترةُ بنُ شدّاد إلى نفسِه؟ (2ن)
نسبَ عنترةُ إلى نفسه مفاخرَ عدّةً، تتمثّل في أنّه يُحسنُ معاشرةَ الأصدقاء ويأبَى الظّلمَ ويحفظُ كبرياءَه وأنفتَه. وهو في الآن نفسِه عنيفُ الثّأرِ من الـمُعتدِين ومُقاتلٌ يصرعُ أعتَى الفرسانِ وكاملُ السّلاحِ نافذُ الطّعنةِ لا يُخطئ هدفا. لقد ركّز الـشّاعرُ على الـمَفاخرِ الحربيّة لأنّه كان فارسا يحمي قبيلتَه بسيفه.
4-             تَـجاورَ في النّصّ الحبُّ العفيفُ والنّزعةُ القتاليّةُ. أتجدُ في ذلك تناقضا؟ علّلْ جوابَك (2ن)
أ‌-   أجدُ في تجاوُرِ الحبّ العفيف والنّزعة القتاليّة تناقُضا جليّا. فالحديثُ عن تقتيلِ الفرسان الأعداء تقتيلا دمويّا عنيفا لا يتلاءمُ مع مقام العواطف النّبيلة الّتي ترمِي إلى استمالة قلبِ الحبيبة الرّقيقة. الحبُّ والقتالُ نقيضان متنافران.
ب- لا أعتقدُ أنّ في تجاوُرِ الحبّ العفيف والنّزعة القتاليّة أيَّ تناقض. فالحبُّ حاجةٌ نفسيّة تشحذُ عزيمةَ الشّاعر وتُخصِبُ خيالَه الشّعريّ. أمّا القتالُ فهو نمطُ حياة عند الجاهليّين وشرٌّ لا بدّ منه. وكثيرا ما تكون الفروسيّةُ وسيلةَ تقرُّب إلى الحبيبة الـمُتمنّعة.
5-              أ/ أضِفِ الحروفَ التّاليةَ مُصرِّفا الأفعالَ في الصّيغ المناسبة مُغيِّرا ما يجبُ تغييرُه، مع الشّكلِ التّامّ: (3ن)
-       [لامُ الأمرِ]: لَقَدْ نَزَلْـــتِ مِنِـي بِـمَنْــزِلَةِ الـمُــحَبِّ. لِــــتَنْزِلِي مِنِّـي بِمَنْزِلَةِ الـمُحَبِّ.  (0.5)
-       [حرفُ نفْيٍ وجَزْم]: ظُلِمَ عَنْتَرَةُ ظُلْمًا مَرِيرًا. لَـمْ يُظْلَمْ عَنْتَرَةُ ظُلْمًا مَرِيرًا.  (0.5)
-      [حرفُ التّسْوِيفِ]: جَادَتْ لَهُ كَـفِّي بِعَــاجِلِ طَعْــــنَـةٍ. سَوْفَ تَـجُودُ لَهُ كَفِّي بِعَاجِلِ طَعْنَةٍ. (0.5)
       ب/ استخْرِجْ من النّصّ: جملةَ نَهْيٍ + جملةً شرطيّة تُعبِّر عن الإمْكان:
ج. النّهي: لاَ تَظُنِّـي غَيْرَهُ. (0.75)
ج. الشّرط: إنْ تُغْدِفِي دُونِي القِنَاعَ فإنّنِي - طَبٌّ بِأخْذِ الفَارِسِ الـمُسْتَلْئِمِ. (0.75)
6-             أكْمِل الجدْولَ معتمِدا الأفعالَ المسطَّرة في النّصّ: (3ن)
الفعل
صيغتُه الصّرفيّة
دلالتُه الزّمانيّة
  تَكَلَّمِـي  1)
(0.25)  الأمر
(0.5)  طلبُ القيام بالحدث في زمان المستقبل.
  حُيِّـيتَ   2)
(0.25)  الماضي
(0.5) طلبُ وقوعِ الحدث في زمان المستقبل [سياقُ الدّعاء]
  أَقْتُــــلُ    3)
(0.25)   المضارع المرفوع
(0.5)  اِستمرارُ الحدث في زمان الحاضر.
  تَرَكْتُ    (ب8)
(0.25)  الماضي
(0.5)  اِنقضاءُ الحدث في زمان الماضي.
7-             «عَبَّرَ الشَّاعِرُ الجاهِلِيُّ عَنِ القِيَمِ الأخْلاَقِيَّةِ وَالحَرْبِيَّةِ الّتِي يَسِيرُ عَلَيْهَا مُـجْتَمَعُهُ القَبَلِيُّ».
اِدْعَمْ هذه الأطروحةَ في فقرةٍ حِجاجيّة لا تَتَجاوزُ خمسةَ عَشَرَ [15] سطرا. (7ن)
كان الشّاعرُ الجاهليّ لسانَ قومه والنّاطقَ باسمهم بين القبائل. لذا فقد عبّر شعرُه عن القِيم الأخلاقيّة والحربيّة الّتي يسيرُ عليها مجتمعُه القَبليّ. فكيف تجلّى ذلك عند حاتمٍ الطّائيّ وطرفةَ بن العبد وعنترةَ بن شدّاد؟
اِعتنى الطّائيُّ بقيمة السّخاء الّتي تعبّر عن التّضامنِ الإنسانيّ غيرِ المشروط بين سكّان الصّحاري القاحِلة القاسية. وكان في ذلك وفيّا لقِيم أهله الّذين يُكابدون عُنفَ الطّبيعةِ الشّحيحةِ وقلّةَ القوتِ الـمُتنازَعِ عليه بحدّ السّيف. فابتدع الجاهليّون فضيلةَ الـجُودِ كيْ يُخفِّفوا على أنفسهم وعلى بعضِهم بعضا وطأةَ العطش والجوع. وبالمقابل عُيِّر البخلاءُ بتقتيرهم تَعييرا مُقذِعا تتوارثُه الأجيالُ وتتنابزُ به. في هذا السّياق يتنزّلُ قولُ الطّائيّ مُفاخِرا بميله التّلقائيّ إلى العَطاء بلا حدود: «أُشَاوِرُ نَفْسَ الـجُودِ حَتَّـى تُطِيعَنِي».
أمّا طرفةُ وعنترةُ فقد احتفَيا أيّما احتفاءٍ بالقيمِ الحربيّة الّتي نظّمتْ حياةَ القبائلِ الجاهليّة المتقاتلة لسبب أو لآخر. إنّ الـمُقاتِلَ العفيفَ الممدوحَ هو الّذي يحترمُ خصمَه المهزومَ حتّى وقد أرْداهُ قتيلا. فلا يُمثّل بجثّته النّازفة، ولا يُعذّبه جريحا، ولا يُذِلُّه أسيرا. هذا المحاربُ الجاهليّ يصْرعُ الأعداءَ بقدر ما يُغيثُ المستجيرَ أيّا يكنْ انتماؤُه القَبليّ. شاهدُنا على ذلك قولُ عنترة مخاطِبا حبيبتَه المتمنّعةَ "عبلة" مُفاخِرا بقدرته على الفتْك بأعتَـى الفرسان:
«إنْ تُغْدِفِي دُونِي القِنَاعَ فإنَّنِـي - طَبٌّ بِأخْذِ الفَارِسِ الـمُسْتَلْئِمِ».
لَـمْ يكنْ في الجاهليّة مؤرّخون يدوّنون أمجادَ القبائل ويُوثّقون قِيمَها ويضبطون قواعدَ العيش معا داخل القبيلة الواحدة أو بين مختلف القبائل. لكنْ وُجِدَ لها شعراءُ يفعلون ذلك كلَّه في أعمالٍ فنّيّة تتزاوجُ فيها الحقيقةُ بالمجازِ ويتداخلُ فيها الواقعُ مع الخيالِ.

نقطة [1] على وضوحِ الخطّ ونظافةِ الورقة عَـــملاً مُـوفَّــــــــــــــــــقًا