الأحد، 26 مايو 2019

الفرض التّأليفيّ 2: دراسة النّصّ (أبو القاسم الشّابّي: إلَى الموْتِ)، 2 علوم، مع إصلاح الفقرة، 2018-2019

نسخة ضوئيّة قابلة للتّحميل





إصلاح الفقرة: عمل تلمذيّ
vأســــتاذة العربـيّة: فوزيّة الشّـــطّي vالفرض التّأليفيّ 2: دراسة النّص، v 2019.5.23

{ التّلميذ (ة): سيرين الفرجاني  {القسم: 2 علوم 1 {  معهد 'المنتزه' بالكبّاريّة {
  الموضوع«يَدَّعِي أبُو القَاسِمِ الشَّابِّي أنَّ الـمَوْتَ يُـمَـثِّلُ الخَلاَصَ الأَبَدِيَّ مِنْ أَعْبَاءِ الـحَيَاةِ ومَآسِيهَا وَآثَامِهَا».
اُكْتُبْ فَقرةً مِنْ خَمسةَ عَشَرَ [15] سَطرا تُبَيّنُ فِيها مَوقِفَك مِنْ هذا الادِّعاءِ دَعْمًا أو دَحْضًا. 
  [عند رقنِ الفقرة تكفّلتُ: بتصويبِ بعض الأخطاء اللّغويّة والتّنظيميّة وبإضافةِ بعض العبارات الضّروريّة وبالشّكلِ الوظيفيّ لبعض المكوّنات ضمانا لسلامة الفهم].
الفقرة:
{ زعم أبو القاسم الشّابّي، الشّاعرُ الرّومنطيقيّ التّونسيّ، أنّ الموتَ خلاصٌ أبديّ مِن أعباء الحياة ومآسيها وآثامها. وهو ادّعاءٌ مرفوض مِن وجهة نظري.
{ إذ إنّ الحياةَ مزيجٌ يتقاسمه كلٌّ مِن السّعادة والألم، وهي مبنيّةٌ على المفارقات كسائر الوجود. هي رحلةٌ بطريق وعْر. على الإنسان مواجهةُ هذه الصّعوبات وتخطّيها لا التّهرّبُ منها والفرارُ إلى الموت، كما زعم الشّابّي. فالموتُ قادمٌ لا محالةَ ولا مفرَّ منه. لذلك يجب النّظرُ إلى الأمور مِن جانبها المشرق والتّمتّعُ بالحياة حتّى في أوْج تعذيبها لنا. فذلك العذابُ يجعلنا أقوى. إنّ الحياةَ تـمنحنا فرصا متتالية لنبدأ مِن جديد في كلّ مرّة. فنورُ الأمل يلوحُ دائما في ظلمة اليأس، نورٌ يتراءَى في أبسط الأشياء حولنا إنْ أردنا حقّا إبصارَه. والطّبيعةُ مليئةٌ بالأمثلة: الطّيورُ في سعيِها، الشّمسُ في إشراقِها، القمرُ في لـمعانه، النّجومُ في تلألئها. في هذا السّياق قال إيليا أبو ماضي مُخاطِبا الإنسانَ الجاحدَ:
«كَمْ تَشْتَكِي وَتَقُولُ إنَّكَ مُعْدَمُ ... وَالأرْضُ مِلْكُكَ وَالسَّمَا وَالأَنْـجُمُ؟!»
إنّ الطّبيعةَ مليئةٌ بالخيرات. فهي ملاذٌ آمن ومصدرُ إلهام لا تُعرف له حدودٌ وصديقٌ يؤنس الوحيدَ. فحتّى إنْ جارت عليك الحياةُ واستبدّتْ بك مِن حين إلى آخر، تأمّلِ النِّعمَ الّتي حولك لتدركَ كمْ أنّ التّفكير في الموت هربا مِن الحياة سخافةٌ يُندَم عليها. إنْ جاء الموتُ ستتراءى لك الحياةُ قصيرةً جدّا. لذلك يجب البحثُ عن أنماط عيش جديدة تُـحفّزنا لنتقدّمَ فنسموَ، لنشاركَ الحياةَ في لعبتها فنتحدّاها. وأنا على يقين، إنْ وُجدت الإرادةُ الحقّ، أن تُرضِخَ لك الحياةَ وكبرياءَها لتُسلّمكَ دفّةَ القيادة. عندها تسيّرُ سفينتَك إلى الوجهة الأفضل.
{ لا أحدَ يدرك ما يـخبّئه له الغدُ مِن مفاجآت سارّة. فلِـمَ اليأسُ والموت لتفوّتَ على نفسك الغدَ المشرق؟ أيّها اليائسُ مِن الحياة، لا تشترِ ما لا تعلمُ بما تعلمُ. بل استَطعمْ نكهةَ الغد الغامض.

الفرض التّأليفيّ 2: دراسة النّصّ (أبو القاسم الشّابّي: الطّفُولَةُ)، 2 اقتصاد ، 2018-2019

نسخة ضوئيّة قابلة للتّحميل



السبت، 25 مايو 2019

الفرض العاديّ 2: (دراسة النّصّ)، محور 3: (النّادرة)، 2اق1 و2ع1، 2018-2019



النّسخةُ الأولى




النّسخةُ الثّانية

(فرضان: النّصُّ واحد، والأسئلةُ مختلفة جزئيّا)

 أستاذة العربيّة: فوزيّة الشّطّي، الفرض العاديّ 2: دراسة النّصّ، محور: النّادرة 

 2اق2  معهد المنتزه  2018-2019 

قَالَ مَعْبَدٌ: «نَزَلْنَا دَارَ الكِنْدِيِّ أَكَثَرَ مِنْ سَنَةٍ، نُرَوِّجُ لَهُ الكِرَاءَ، وَنَقْضِي لَهُ الحَوَائِجَ، وَنَفِي لَهُ بِالشَّرْطِ». قُلْتُ: «قَدْ فَهِمْتُ تَرْوِيجَ الكِرَاءِ وَقَضَاءَ الحَوَائِجِ. فَمَا مَعْنَى الوَفَاءِ بِالشَّرْطِ؟». قَالَ: «فِي شَرْطِهِ عَلَى السُّكَّانِ: أَنْ يَكُونَ لَهُ رَوْثُ الدَّابَّةِ وَبَعَرُ الشَّاةِ، وَأَلاَّ يُلْقُوا عَظْمًا، وَلاَ يُـخْرِجُوا كُسَاحَةً، وَأَنْ يَكُونَ لَهُ نَوَى التَّمْرِ وَقُشُورُ الرُّمَّانِ وَالغَرْفَةُ مِنْ كُلِّ قِدْرٍ تُطْبَخُ لِلْحُبْلَى فِي بَيْتِهِ. [فَكَانُوا لِطِيبِهِ وَإِفْرَاطِ بُـخْلِهِ وَحُسْنِ حَدِيثِهِ يَـحْتَمِلُونَ ذَلِكَ]».

قَالَ مَعْبَدٌ: «قَدِمَ ابْنُ عَمٍّ لِي وَمَعَهُ ابْنٌ لَهُ. وَإِذَا رُقْعَةٌ مِنَ الكِنْدِيِّ قَدْ جَاءَتْنِي: "إِنْ كَانَ مُقَامُ هَذَيْنِ القَادِمَيْنِ لَيْلَةً أَوْ لَيْلَتَيْنِ اِحْتَمَلْنَا ذَلِكَ، وَإِنْ كَانَ إِطْمَاعُ السُّكَّانِ فِي اللَّيْلَةِ الوَاحِدَةِ يَـجُرُّ عَلَيْنَا الطَّمَعَ فِي اللَّيَالِي الكَثِيرَةِ". فَكَتَبْتُ إِلَيْهِ: "لَيْسَ مُقَامُهُمَا عِنْدَنَا إِلاَّ شَهْرًا أَوْ نَحْوَهُ". فَكَتَبَ إلَيَّ: "إِنَّ دَارَكَ بِثَلاَثِينَ دِرْهَـمًا. وَأَنْتُمْ سِتَّةٌ، لِكُلِّ رَأْسٍ خَمْسَةٌ. فَإِذَا قَدْ زِدْتَ رَجُلَيْنِ، فَلاَ بُدَّ لَكَ مِنْ زِيَادَةِ خَمْسَتَيْنِ. فَالدَّارُ عَلَيْكَ مِنْ يَوْمِكَ هَذَا بِأَرْبَعِينَ". فَكَتَبْتُ إلَيْهِ: "وَمَا يَضُرُّكَ مِنْ مُقَامِهِمَا، وَثِقَلُ أَبْدَانِهِمَا عَلَى الأَرْضِ الَّتِي تَحْمِلُ الجِبَالَ وَثِقَلُ مَؤُونَتِهِمَا عَلَيَّ دُونَكَ؟! فَـــاكْتُبْ إِلَيَّ بِعُذْرِكَ لِأَعْرِفَهُ". وَلَـمْ أَدْرِ أَنِّي أَهْجُمُ عَلَى مَا هَجَمْتُ وَأنِّي أقَعُ مِنْهُ فِيمَا وَقَعْتُ». فَكَتَبَ إلَيَّ: «الخِصَالُ الَّتِي تَدْعُو إلَى ذَلِكَ كَثِيرَةٌ. مِنْ ذَلِكَ سُرْعَةُ امْتِلاَءِ البَالُوعَةِ. وَمِنْ ذَلِكَ أَنَّ الأَقْدَامَ إِذَا كَثُرَتْ، كَثُرَ الـمَشْيُ عَلَى ظُهُورِ السُّطُوحِ الـمُطَيَّنَةِ وَعَلَى أَرْضِ البُيُوتِ الـمُجَصَّصَةِ [...]. فَيَنْقَشِرُ لِذَلِكَ الطِّينُ، وَيَنْقَلِعُ الجِصُّ، وَيَنْكَسِرُ العَتَبُ. [...] وَإِذَا كَثُرَ الدُّخُولُ وَالـخُرُوجُ وَالإِغْلاَقُ وَالإقْفَالُ وَجَذْبُ الأقْفَالِ، تَهَشَّمَتِ الأبْوَابُ، وَتَقلَّعَتِ الرَّزَّاتُ. وَإِذَا كَثُرَ العِيَالُ وَالزُّوَّارُ وَالضِّيفَانُ وَالنُّدَمَاءُ، اُحْتِيجَ مِنْ صَبِّ الـمَاءِ إِلَى أَضْعَافِ مَا كَانُوا عَلَيْهِ. فَكَمْ مِنْ حَائِطٍ قَدْ تَآكَلَ أَسْفَلُهُ وَتَنَاثَرَ أَعْلاَهُ وَاسْتَرْخَى أَسَاسُهُ مِنْ رَشْحِ جَرَّةٍ وَمِنْ فَضْلِ مَاءِ البِئْرِ وَمِنْ سُوءِ التَّدْبِيرِ [...]».

{ أبُو عثمان الجاحظُ، البُخلاءُ، صص: 89-90، دار المعارف، سوسة، تونس {

مارس 1989، بتصرّف 

الشّرح المعجميّ:

-  الحَوَائِجَ: جَمْعٌ مُفْردُهُ (حَاجَةٌ): مَا يَفْتَقِرُ إلَيْهِ الإنْسَانُ.¹ الكُسَاحَةُ: الكُنَاسَةُ، القُمَامَةُ الّتِي تُكْنَسُ لِيُلْقَى بِهَا.¹

-  الغَرْفَةُ: مِقْدَارُ مِغْرَفَةٍ مِنَ الطَّعَامِ.¹ الرُّقْعَةُ: قِطْعَةٌ مِنَ الوَرَقِ أَوِ الجِلْدِ يُكْتَبُ فِيهَا. ¹

-  الدِّرْهَـمُعُمْلَةٌ فِضِّـيَّةٌ قَدِيـمَةٌ.¹ اُكْتُبْ إِلَيَّ بِعُذْرِكَ: بَيِّنْ لِي كِتَابَةً أسْبَابَ انْزِعَاجِكَ مِنْ ضُيُوفِي.¹

-  الرَّزَّاتُ: جَمْعٌ مُفرَدُه (رَزَّةٌ)حَدِيدَةٌ يُوضَعُ فِيهَا القُفْلُ.¹  رَشْحِمَصدرٌ مِنْ (رَشَحَ): سَالَ، نَدِيَ، تَسَرَّبَ الـمَاءُ إِلَى الـجُدْرَانِ.¹

{ عملاً موفَّقا {



الفرض العاديّ 2: (دراسة النّصّ)، محور 3: (النّادرة)، 2اق1، إصلاح الفقرة، 2018-2019





 أستاذة العربيّة: فوزيّة الشّطّي، الفرض العاديّ 2: دراسة النّصّ 

 محور: النّادرة  2اق1  معهد المنتزه  2018-2019 

قَالَ إِسْـمَاعِيلُ بْنُ غَزْوَانَ: «لِلَّهِ دَرُّ الكِنْدِيِّ! مَا كَانَ أَحْكَمَهُ وَأَحْضَرَ حُجَّتَه وَأَنْصَحَ جَيْبَهُ وَأَدْوَمَ طَرِيقَتَهُ! رَأَيْتُهُ وَقَدْ أَقْبَلَ عَلَى جَمَاعَةٍ مَا فِيهَا إِلاَّ مُفْسِدٌ أَوْ مَنْ يُزِيِّنُ الفَسَادَ لِأَهْلِهِ. فَقَالَ: "تُسَمُّونَ مَنْ مَنَعَ الـمَالَ مِنَ الضَّيَاعِ وَحَصَّنَهُ خَوْفًا مِنَ الغِيلَةِ وَحَفِظَهُ إِشْفَاقًا مِنَ الذِّلَّةِ بَـخِيلاً، تُرِيدُونَ بِذَلِكَ ذَمَّهُ؟! وَتُسَمُّونَ مَنْ جَهِلَ فَضْلَ الغِنَـى وَلَـمْ يَعْرِفْ ذِلَّةَ الفَقْرِ وَأَعْطَى فِي السَّرَفِ وَابْتَذَلَ النِّعْمَةَ وَأَهَانَ نَفْسَهُ بِإكْرَامِ غَيْرِهِ جَوَادًا، تُرِيدُونَ بِذَلِكَ مَدْحَهُ؟! فَمَدَحْتُمْ مَنْ مَدَحَ صُنُوفَ الخَطَأِ، وَذَمَـمْتُمْ مَنْ جَمَعَ صُنُوفَ الصَّوَابِ [...]. إِنَّـمَا الـمَالُ لِـمَنْ حَفِظَهُ، وَإِنَّـمَا الغِنَـى لِـمَنْ تَـمَسَّكَ بِهِ. وَلِـحِفْظِ الـمَالِ بُنِيَتِ الـحِيطَانُ وَعُلِّقَتِ الأَبْوَابُ وَاتُّـخِذَتِ الصَّنَادِيقُ وَعُمِلَتِ الأَقْفَالُ وَنُقِشَتِ الـخَوَاتِيمُ وَتُعُلِّمَ الحِسَابُ. وَقَدْ عَلِمْنَا أَنَّ حِفْظَ الـمَالِ أَشَدُّ مِنْ جَمْعِهِ. فَالـحَسْرَةُ لِـمَنْ أَتْلَفَهُ. وَإِنْفَاقُهُ هُوَ إِتْلاَفُهُ، وَإِنْ حَسَّنْتُمُوهُ بِـهَذَا الاِسْمِ وَزَيَّنْتُمُوهُ بِـهَذَا اللَّقَبِ. [وَزَعِمْتُمْ أَنَّنَا سَـمَّيْنَا البُخْلَ إِصْلاَحًا وَالشُّحَّ اقْتِصَادًا كَمَا سَـمَّى قَوْمٌ العَزْلَ عَنِ الوِلاَيَةِ صَرْفًا. بَلْ أَنْتُمْ سَـمَّيْتُمُ السَّرَفَ جُودًا وَالنَّفْجَ أَرْيـَحِيَّةً وَسُوءَ نَظَرِ الـمَرْءِ لِنَفْسِهِ وَلِـعَقِبِهِ كَرَمًا]. قَالَ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، "اِبْدَأْ بـِمَنْ تَعُولُ". وَأَنْتَ تُرِيدُ أنْ تُغْنِـيَ عِيَالَ غَيْرِكَ بِإِفْقَارِ عِيَالِكَ وَتُسْعِدَ الغَرِيبَ بِشَقْوَةِ القَرِيبِ وَتَتَفَضَّلَ علَى مَنْ لَوْ أَعْطَيْتَهُ أَبَدًا لَأَخَذَ أَبَدًا! وَقَدْ قَالَ أَحَدُ أَصْحَابِنَا: "لَوْ أَمْكَنْتُ النَّاسَ مِنْ مَالِي لَنَزَعُوا دَارِي طُوبَةً طُوبَةً"».

قَالَ إِسْـمَاعِيلُ: «وَسَـمِعْتُ الكِنْدِيَّ يَقُولُ لِعِيالِهِ وَأَصْحَابِهِ: "وَمَتَى لَـمْ تَعُدَّ الشَّهْوَةَ فِتْنَةً وَالـهَوَى عَدُوًّا، اِغْتَرَرْتَ بِهِمَا وَضَعُفْتَ عَنْهُمَا. وَهُـمَا أَحْضَرُ عَدُوٍّ وَشَرُّ دَخِيلٍ. فَاضْمَنُوا لِيَ النَّزْوَةَ الأُولَى، أَضْمَنُ لَكُمْ تَـمَامَ الصَّبْرِ وَعَاقِبَةَ اليُسْرِ وَثَبَاتَ العِزِّ في قُلُوبِكُمْ وَالغِنَـى فِي أَعْقَابِكُمْ وَدَوَامَ تَعْظِيمِ النَّاسِ لَكُمْ"».

 أبو عثمان الجاحظ، البُخَــلاءُ، صص: 98-102، دار الـمعارف، سوسة  

 1989، بتصرّف 

الشّرحُ المعْجميُّ:

- لِلَّهِ دَرُّهُ: مَا أَكْثَرَ خَيْرَهُ - الغِيلَةِ: الـهَلاَكِ، الفَنَاءِ - إِشْفَاقًا: خَوْفًا وَحَذَرًا.

- السَّرَفُ: إِسْرَافُ الـمَالِ وَتَبْذِيرُه. - ابْتَذَلَ: أَهَانَ، اِسْتَهْتَرَ (بِــــــ)  الـخَوَاتِيمُ (ج. خَاتَامٌ): مَا يُـخْتَمُ بِهِ عَلَى الشَّيْءِ (= الطّابِعُ).

- أَتْلَفَ: ضَيَّعَ، أَفْنَى - صَرْفًا: صَرَفَهُ: طَرَدَهُ، سَرَّحَهُ إِلَى الـمَكَانِ الَّذِي جَاءَ مِنْهُ - النَّفْجُ: فَخْرُ الإِنْسَانِ بِـمَا لَيْسَ عِنْدَهُ.

- تَعُولُ: تَتَكَفَّلُ بِـــ، تُنْفِقُ عَلَى - العِيَال: جمعٌ مفردُه (عَيِّلٌ): أَهْلُ البَيْتِ الّذِينَ يَـجِبُ الإِنْفَاقُ عَلَيْهِمْ (الأبناءُ، الزّوجةُ..).

- أَبَدًا: دَائِمًا - شَقْوَةٌ: شَقَاءٌ، شِدَّةٌ، عُسْرٌ - النَّزْوَةُ: الشَّهْوَةُ - الأَعْقَابُ: جَـمْعٌ مُفْرَدُهُ (عَقِبٌ): الأَوْلاَدُ وَالأَحْفَادُ.

  عملاً موفَّقا 


 أستاذة العربيّة: فوزيّة الشّطّي، إصلاح فقرة الفرض العاديّ 2: دراسة النّصّ 

 محور: النّادرة  2اق1  معهد المنتزه  2018-2019 

{ الأطروحةُ المدعومةُ:

«يَكْشِفُ خِطَابُ البُخَلاَءِ وَسُلُوكُهُمْ مَا يَعِيشُونَ مِنْ صِرَاعٍ نَفْسِيٍّ وَأَخْلاَقِيٍّ مَعَ الأَغْلَبِيَّةِ الاجْتِمَاعِيَّةِ».

w صوّر كتابُ 'البخلاءُ' لأبي عثمان الجاحظ أهلَ الجمع والمنع باعتبارِهم أقلّيّةً متصادِمةً مع الأغلبيّةِ الحاضِنة. لذا كشفَ خطابُهم وسلوكُهم ما يعيشُون مِن صراعٍ نفسيّ وأخلاقيّ مع باقي الفئاتِ الاجتماعيّة. فكيف تجلَّى ذلك؟

w مثّل 'محفوظٌ النّقّاش' دليلا على الصّراعِ النّفسيّ الّذي يكابدُه البخيل. فقد دعا 'الجاحظَ' ليبيتَ عنده أملا في نفيِ تهمة الشُّحّ عنه. ثمّ صاغَ خطابا مُتحايِلا ظاهرُه نصحٌ ومحبّة وباطنُه بُغضٌ وتقتير كيْ يصدَّه عن التهامِ ما قدّم له مِنْ طعام. ولأنّ الضّيفَ عليمٌ بنفسيّةِ مُضيِّفه فقد التهمَ العَشاء شماتةً وتسليةً. أمّا البخيلُ 'أبو مازن' فأدركَ أنّ الامتناعَ عن استقبال مَن استجارَ به مِن أخطارِ الطّريق وأهوالِ اللّيل الحالك أمرٌ مرفوض في أخلاقِ عامّة النّاس. لذا عندما وجد نفسَه في مثل هذا الموقفِ الصّعبِ 'تَسَاكَرَ' قولا وعملا حتّى يصدَّ 'جبلا' الضّيفَ غيرَ المرغوب فيه صَدّا مُخاتِلا مُخادِعا لا يضعُه في صدامٍ عنيف مع المجتمع. وكان 'شَيْخُ النُّخَالَةِ' حجّةً على هذا الصّراعِ الأخلاقيّ العميق. إذْ سَمح لنفسِه أن يبيعَ بضاعةً مغشوشةً فقدتْ كلَّ قيمةٍ غذائيّة دون أن يؤنّبَه ضميرُه، ما دامَ 'الـمُفْسِدُون' هم الضّحايا. بل إنّ أصحابَه هلّلُوا لهذا الغشِّ القبيحِ واعتبروه ضرْبا مِن الوحْي هاتِفين بإعجابٍ وافْتنان: 'مِثْلُ هَذَا لاَ يَكُونُ إِلاَّ سَـمَاوِيًّا'. لكنْ حرِص الجميعُ على الكتمانِ حتّى لا تنفضحَ الحيلةُ المرفوضةُ اجتماعيّا. أمّا 'تمّامٌ بن جعفر' فاختار المنطقَ العجيبَ أسلوبًا سِلميّا للصّراع مع الخصومِ. فلأنّه مقتِّرٌ على نفسِه وأهلِه في الطّعام، كان يتّهمُ جميعَ نُدمانه 'الـمُبَذِّرِينَ' بالإفراطِ في الأكل اتّهامًا نَصُوحا في الظّاهرِ مُتشفِّيا في الباطن. لقدْ أعماه الحقدُ على مَن يُـمْتِعُ بطنَه بالملذّات. فتمنّى أن تُصيبَه أشرسُ العلل.

w رغم شدّةِ الصّراع بين الأقليّةِ الشّحيحة والأغلبيّةِ العاديّة، حرصَ بخلاءُ الجاحظ على التّعايشِ السّلميّ مع مجتمع يرفضُهم ويهزأُ بهم ويُقصِيهم. فكيف تمكّنُوا مِن تحقيقِ هذا التّعايش؟

{ عملاً موفَّقا {