❦ أستاذة العربيّة: فوزيّة الشّطّي، الفرض العاديّ 2: دراسة النّصّ، محور: النّادرة ❦ ❦ 2اق2 ❦ معهد المنتزه ❦ 2018-2019 ❦ |
قَالَ مَعْبَدٌ: «نَزَلْنَا دَارَ الكِنْدِيِّ أَكَثَرَ مِنْ سَنَةٍ، نُرَوِّجُ لَهُ الكِرَاءَ، وَنَقْضِي لَهُ الحَوَائِجَ، وَنَفِي لَهُ بِالشَّرْطِ». قُلْتُ: «قَدْ فَهِمْتُ تَرْوِيجَ الكِرَاءِ وَقَضَاءَ الحَوَائِجِ. فَمَا مَعْنَى الوَفَاءِ بِالشَّرْطِ؟». قَالَ: «فِي شَرْطِهِ عَلَى السُّكَّانِ: أَنْ يَكُونَ لَهُ رَوْثُ الدَّابَّةِ وَبَعَرُ الشَّاةِ، وَأَلاَّ يُلْقُوا عَظْمًا، وَلاَ يُـخْرِجُوا كُسَاحَةً، وَأَنْ يَكُونَ لَهُ نَوَى التَّمْرِ وَقُشُورُ الرُّمَّانِ وَالغَرْفَةُ مِنْ كُلِّ قِدْرٍ تُطْبَخُ لِلْحُبْلَى فِي بَيْتِهِ. [فَكَانُوا لِطِيبِهِ وَإِفْرَاطِ بُـخْلِهِ وَحُسْنِ حَدِيثِهِ يَـحْتَمِلُونَ ذَلِكَ]». قَالَ مَعْبَدٌ: «قَدِمَ ابْنُ عَمٍّ لِي وَمَعَهُ ابْنٌ لَهُ. وَإِذَا رُقْعَةٌ مِنَ الكِنْدِيِّ قَدْ جَاءَتْنِي: "إِنْ كَانَ مُقَامُ هَذَيْنِ القَادِمَيْنِ لَيْلَةً أَوْ لَيْلَتَيْنِ اِحْتَمَلْنَا ذَلِكَ، وَإِنْ كَانَ إِطْمَاعُ السُّكَّانِ فِي اللَّيْلَةِ الوَاحِدَةِ يَـجُرُّ عَلَيْنَا الطَّمَعَ فِي اللَّيَالِي الكَثِيرَةِ". فَكَتَبْتُ إِلَيْهِ: "لَيْسَ مُقَامُهُمَا عِنْدَنَا إِلاَّ شَهْرًا أَوْ نَحْوَهُ". فَكَتَبَ إلَيَّ: "إِنَّ دَارَكَ بِثَلاَثِينَ دِرْهَـمًا. وَأَنْتُمْ سِتَّةٌ، لِكُلِّ رَأْسٍ خَمْسَةٌ. فَإِذَا قَدْ زِدْتَ رَجُلَيْنِ، فَلاَ بُدَّ لَكَ مِنْ زِيَادَةِ خَمْسَتَيْنِ. فَالدَّارُ عَلَيْكَ مِنْ يَوْمِكَ هَذَا بِأَرْبَعِينَ". فَكَتَبْتُ إلَيْهِ: "وَمَا يَضُرُّكَ مِنْ مُقَامِهِمَا، وَثِقَلُ أَبْدَانِهِمَا عَلَى الأَرْضِ الَّتِي تَحْمِلُ الجِبَالَ وَثِقَلُ مَؤُونَتِهِمَا عَلَيَّ دُونَكَ؟! فَـــاكْتُبْ إِلَيَّ بِعُذْرِكَ لِأَعْرِفَهُ". وَلَـمْ أَدْرِ أَنِّي أَهْجُمُ عَلَى مَا هَجَمْتُ وَأنِّي أقَعُ مِنْهُ فِيمَا وَقَعْتُ». فَكَتَبَ إلَيَّ: «الخِصَالُ الَّتِي تَدْعُو إلَى ذَلِكَ كَثِيرَةٌ. مِنْ ذَلِكَ سُرْعَةُ امْتِلاَءِ البَالُوعَةِ. وَمِنْ ذَلِكَ أَنَّ الأَقْدَامَ إِذَا كَثُرَتْ، كَثُرَ الـمَشْيُ عَلَى ظُهُورِ السُّطُوحِ الـمُطَيَّنَةِ وَعَلَى أَرْضِ البُيُوتِ الـمُجَصَّصَةِ [...]. فَيَنْقَشِرُ لِذَلِكَ الطِّينُ، وَيَنْقَلِعُ الجِصُّ، وَيَنْكَسِرُ العَتَبُ. [...] وَإِذَا كَثُرَ الدُّخُولُ وَالـخُرُوجُ وَالإِغْلاَقُ وَالإقْفَالُ وَجَذْبُ الأقْفَالِ، تَهَشَّمَتِ الأبْوَابُ، وَتَقلَّعَتِ الرَّزَّاتُ. وَإِذَا كَثُرَ العِيَالُ وَالزُّوَّارُ وَالضِّيفَانُ وَالنُّدَمَاءُ، اُحْتِيجَ مِنْ صَبِّ الـمَاءِ إِلَى أَضْعَافِ مَا كَانُوا عَلَيْهِ. فَكَمْ مِنْ حَائِطٍ قَدْ تَآكَلَ أَسْفَلُهُ وَتَنَاثَرَ أَعْلاَهُ وَاسْتَرْخَى أَسَاسُهُ مِنْ رَشْحِ جَرَّةٍ وَمِنْ فَضْلِ مَاءِ البِئْرِ وَمِنْ سُوءِ التَّدْبِيرِ [...]». { أبُو عثمان الجاحظُ، البُخلاءُ، صص: 89-90، دار المعارف، سوسة، تونس { مارس 1989، بتصرّف الشّرح المعجميّ: - الحَوَائِجَ: جَمْعٌ مُفْردُهُ (حَاجَةٌ): مَا يَفْتَقِرُ إلَيْهِ الإنْسَانُ.¹ الكُسَاحَةُ: الكُنَاسَةُ، القُمَامَةُ الّتِي تُكْنَسُ لِيُلْقَى بِهَا.¹ - الغَرْفَةُ: مِقْدَارُ مِغْرَفَةٍ مِنَ الطَّعَامِ.¹ الرُّقْعَةُ: قِطْعَةٌ مِنَ الوَرَقِ أَوِ الجِلْدِ يُكْتَبُ فِيهَا. ¹ - الدِّرْهَـمُ: عُمْلَةٌ فِضِّـيَّةٌ قَدِيـمَةٌ.¹ اُكْتُبْ إِلَيَّ بِعُذْرِكَ: بَيِّنْ لِي كِتَابَةً أسْبَابَ انْزِعَاجِكَ مِنْ ضُيُوفِي.¹ - الرَّزَّاتُ: جَمْعٌ مُفرَدُه (رَزَّةٌ): حَدِيدَةٌ يُوضَعُ فِيهَا القُفْلُ.¹ رَشْحِ: مَصدرٌ مِنْ (رَشَحَ): سَالَ، نَدِيَ، تَسَرَّبَ الـمَاءُ إِلَى الـجُدْرَانِ.¹ ♪☻{ عملاً موفَّقا {☻♪ |
مدوّنة فروض ودروس للسّنة الثّانية من الشّعب العلميّة (الاقتصاد والتّصرّف، تكنولوجيا الإعلاميّة، العلوم التّجريبيّة، الرّياضيّات...) في التّعليم الثّانويّ التّونسيّ.
السبت، 25 مايو 2019
الفرض العاديّ 2: (دراسة النّصّ)، محور 3: (النّادرة)، 2اق1 و2ع1، 2018-2019
النّسخةُ الأولى
النّسخةُ الثّانية
(فرضان: النّصُّ واحد، والأسئلةُ مختلفة جزئيّا)
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق