الجمعة، 24 مايو 2019

الفرض التّأليفيّ 1: (دراسة النّصّ)، محور 2: (التّجديد...) نصّ: (أبو نُوّاس)، نسختان، إصلاح الفقرة، 2018-2019




 (فرضان: النّصُّ واحد، والأسئلةُ مختلفة

أستاذة العربيّة: فوزيّة الشّطّي، إصلاح فقرة الفرض التّأليفيّ 1: دراسة النّصّ

محور: التّجديد في الشّعر العربيّ 2اق: 1+2 معهد المنتزه 2018-2019

v المنطلق: «اُكْتُبْ فَقْرَةً مِنْ 15 سَطْرًا تُـحَاوِرُ فِيهَا أَبَا نُوّاسٍ حَوْلَ مَذْهَبِهِ الـخَمْرِيِّ».

v بعدَ أن درستُ محورَ 'التّجديد في الشّعر العربيّ'، اِنتابني الفضولُ لأتعرّفَ على أبي نُوّاس. فبحثتُ عنه حتّى التقيتُه يُنشِدُ إحدى قصائده. سلّمتُ بحرارة طالبا الإذنَ بمحاورةٍ تُعمّق معرفتي برائد المذهبِ الخمريّ. فاستجابَ مرِحا.

v بادرتُ أبَا نُوّاس بالسّؤال مُنتشِيا بجمالِ اللّحظة:

- كيفَ نشأتْ علاقتُك الحميمةُ بالعُقار؟

اِبتسمَ عابثا هازئا، ثمّ أجاب:

-     كَما تبدأُ أيُّ قصّةِ حبّ! تأمّلتُ الدّنيا. فلَم أجدْ فيها ما يُغري إلى أن تذوّقتُ ابنةَ الكرْم. فصرتُ لها أسيرا!

فهمتُ أنّي أحاورُ شاعرا متفلسِفا. فأردفتُ بلطفٍ:

- ألا ترى أنّ مداومةَ السُّكر هروبٌ مِنْ آلامِ الواقع بل عجزٌ عن تحدّيها واستسلامٌ لسَطوتِها؟! ألمْ يكنْ بالإمكانِ أنْ تصمُدَ وتُقاتلَ مِن أجل تحقيقِ السّعادةِ الحقِّ؟!

- ما الدّاعِي إلى التّحدِّي والصّمود والقتالِ، ما دامتِ الـمَنايا ستُهلكُ كلَّ شيء عاجلا أمْ آجلا؟! أليسَتِ الـمُعتّقةُ جديرةً بأنْ تَهَبَنا سعادةً سهلةً نُجدِّدها كلّما خَبتْ نارُها؟!

بدا جليّا أنّ الشّاعرَ المجدِّدَ ابنَ هانئٍ فصيحُ اللّسانِ صَلبُ المواقفِ. لكنّي تعمّدتُ استفزازَه قائلا:

- إذا كانت الخمرُ مركزَ الكونِ لديْكَ، فلِمَ تزهّدتَ في آخر حياتكَ وكتبتَ شعرا بديعا في التّوبةِ وطلب الغفران؟

رفعَ مُـحدِّثي نظرَه إلى السّماء متنهِّدا. ثمّ قال، بعد تفكيرٍ قصير، كَمَنْ يرغبُ في إنهاءِ اللّقاء:

- إنّه نُورٌ قذفه اللهُ في قلبي، يا بُنيّ.

v اِنسحبَ أبو نوّاس ملوِّحا لي بيدِه الواهنة سائرا بتُؤدة. وبقيتُ مكاني أتأمّلُ تلكَ الهامةَ العظيمةَ الّتي أثْرَتْ شعرَنا العربيّ القديمَ وساهمتْ في إثباتِ أنّنا 'أمّةٌ شاعِرة'.

عملاً موفَّقا







أستاذة العربيّة: فوزيّة الشّطّي، إصلاح فقرة الفرض التّأليفيّ 1: دراسة النّصّ

محور: التّجديد في الشّعر العربيّ 2ع1 معهد المنتزه 2018-2019

v المنطلق: «اُكْتُبْ فَقْرَةً مِنْ 15 سَطْرًا تَتَحَاوَرُ فِيهَا مَعَ أَبِي نُوّاسٍ وَبَشَّارٍ بْنِ بُرْدٍ حَوْلَ أَيِّ الـمَذْهَبَيْنِ أَفضلَ: الخَمْرِيِّ أمِ الـمُتْعَةِ الحِسِّيَّةِ».

v فِي إحدَى الأمسياتِ الشّعريّة لَقِيتُ شاعريْن عظيميْن ملآ الدّنيا وشغلا النّاسَ، هما أبوُ نُوّاس واضعُ المذهبِ الخمريّ وبشّارٌ بنُ بُرْد صاحبُ مذهبِ المتعة الحسّيّة. فانتهزتُ الفرصةَ لأُجريَ معهما حوارا شيّقا يُدخلُني التّاريخَ.

v بادرتُ ابنَ هانئٍ بالسّؤال بكثيرٍ مِن الإجلال:

- أما تزالُ ترى العُقارَ مذهبا حياتيّا لا مَـحِيدَ عنه؟

ردَّ باسما والاعتزازُ بالنّفس يعلُو محيّاه:

- وهلْ في اللهِ شكٌّ؟! الخمرُ حبيبةُ قلبي وعلّةُ وجودي. هي الدّاءُ والدّواءُ. بنورِها أسْتضِيءُ. وبمذاقِها تنتعشُ روحِي، وتستعيدُ صفاءَها حتّى تُبدعَ شعرا لم يسبِقْنِي إليه أحدٌ!

قاطعنَا بشّارٌ صاخبا ساخرا عابثا كدأبِه. فقال:

- دَعْكَ مِنْ 'الـمُشَعْشِعَةِ' الّتي تُخدّر ولا تُسعِدُ. وانشَغِلْ بصحبةِ الحسانِ. فوِصالُهنَّ هو مُنيتي ومُرادِي وغذاءُ روحي. لِذَا عدّدتُ الحبيبات، وتغزّلتُ بكلِّ مَن فَتَنَني دلالُها وسَحرني صوتُها. فَــــ 'الأذْنُ تَعْشَقُ قَبْلَ العَيْنِ أَحْيَانًا'، يا رفيقَ عصرِي.

قلتُ للغَزِلِ الجريءِ الّذي ألهبَ قلوبَ الجميلات:

- وأينَ الحبُّ الصّادقُ في كلِّ هذه المغامرات العاطفيّة؟ كيف لكَ أن تجد السّعادةَ بمشاعر متقلِّبة على الدّوام؟!

انتهزَ أبو نوّاس الفرصةَ ليجيبَ مُنافسَه:

- أمّا أنا فعشِقتُ فاتنةً واحدةً بمنتهَى الوفاءِ والإخلاص.

أجابه ابنُ بُرد وهو يضربُ الأرضَ بعَصاه مُنتشِيا مُستفِزّا:

- عشقتَ وهْما يُفنِيك. وعشقتُ جمالا يُحيِيني.

v اِلتزمَ أبُو نُوّاس صمتَ السّكارَى. ثمّ ودّعنا ليلتحقَ بنُدمانه في أفخمِ الخمّارت. أمّا بشّارٌ فسار الهُوينَى متحسِّسا الطّريقَ بعُكّازه باحثا عن قصّةِ حبٍّ جديدة تُلهمُه غزليّةً يُثري بها ديوانَ شعره وديوانَ مغامراته.

عملاً موفَّقا


  💞 

ليست هناك تعليقات: