إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 5 فبراير 2025

شرح إنتاجيّ: (بِنَا شوقٌ إليكَ، بشّار بن بُرد)، محور 2: (التّجديد في الشّعر..)، 2024-2025


 أستاذة العربيّة · فوزيّة الشّطّي · شرح · بِنَا شوقٌ إليْكَ · بشّار بن بُرد · 2ث 

  المنتزه · 2024-2025 

· الشّرحُ الإنتاجيّ: هو عملٌ يجمعُ بين كفاءتيْ شرحِ النّصّ والإنتاجِ الكتابيّ. نُنجزُه عبرَ الإجابةِ عن أسئلةٍ منتقاة في صيغةِ فقراتٍ مسترسِلة متكامِلة الأركان. هذا النّوعُ مِن الشّروح يساعدُ تلاميذَ شعبةِ الآداب في درسِ التّحليل الأدبيّ ويساعدُ تلاميذَ الشّعبِ العلميّة في درسِ دراسة النّصّ. ثمّ إنّه يكسر رتابةَ الشّرح التّقليديّ.

1- ما الوظائفُ المعنويّة الّتي أدّتْها الحكمةُ في هذا النّصّ؟

اِحتلّت الحكمةُ الأبياتَ الخمسةَ الأولى [يَعِيشُ بِـجَدٍّ عَاجِزٌ ... حُبِّ النِّسَاءِ شَهِيدُ]. وقد ركّزتْ حِكَمُ الأبياتِ الأربعة الأولى على معنى الحظِّ الحسن الـمُقدَّر إلهيّا، وهو الحظُّ الذّي يفتحُ أبوابَ الخير والرّزق والـحُظوة في وجهِ صاحبِه دون أنْ يبذلَ أيَّ جُهد. وإذا ربطناها بغرضِ الغزل، وجدْنا الشّاعرَ يُفاخر بأنّه مبخوتٌ بِـحبِّ النّساء الحسناوات الرّفيعات المقام إيّاه. فقد صَوّرهنّ مَلهوفاتٍ على وصاله مُضحّياتٍ في سبيلِ لقائه رغم العراقيل المعقَّدة. أمّا الحكمةُ الأخيرة فربطتْ الصّلةَ بين قسميْ النّصّ (الحكمة والغزل) مؤكِّدةً المبدأَ الغزليّ العذريّ القائلَ أنّ الموتَ حبّا شهادةٌ خالصة. فجاءتْ عنصرَ تخلّصٍ مِن الحكمِ العامّة إلى التّجربةِ العاطفيّة الخاصّة.

 خَدمتِ الحكمةُ المعانيَ الفخريّة الذّاتيّة أكثرَ مِـمّا أثْرتِ المعانيَ الغزليّة الّتي هي الغرضُ الرّئيس.

2- ما المعاني الغزليّةُ الّتي عَبّر عنها بشّارٌ؟

اِختزل الشّاعرُ العاشقُ المعشوقُ التّغزّلَ الجسديّ في بعضِ المحاسنِ الّتي حَظيتْ بها الحبيبةُ. فهي: بيضاءُ البشرة، بهيّةُ الوجه، حسنةُ الـجِيد، مُشرِقةُ الـجبِين، مكتنزةُ الجسد، لذيذةُ الحديث. لكنّه في المقابل توسّعَ في توصيفِ ملامحِ شخصيّة الحبيبة. فالمرأةُ لم تعدْ مجرّدَ موضوعٍ للوصف. إنّـما صارتْ مُشارِكةً في صُنعِ الحدث الغزليّ. إذْ صُوِّرتْ جريئةً في التّعبير عن حبّها وفي الحرصِ على الوصال. وبدتْ متمنِّعةً أحيانا إمّا خجلاً أو لتُشوّقَه إليها أكثر. ورغمَ أنّها بدتْ خوّافةً تخشى سلطةَ المجتمعِ، وجدناها مُندفِعةً توّاقة إلى اللّقاء العاطفيّ. زِدْ على ذلك أنّ الحبيبيْن منسجمان مِن حيث الذّوقُ الفنّيّ. إذْ تَنعّما بِـ "الغِنَاءِ" و"النَّشِيدِ" بقدر استمتاعِهما بِـ "الأُنْسِ" المتبادَل.

 إنّ التّركيزَ على التّغنّي بشخصيّةِ الحبيبة هو مِن أهمّ ملامحِ التّجديد الشّعريّ في غزليّاتِ بشّار بنِ بُرد.

3- ماذا كشفَ الحوارُ الثّنائيّ؟

كشفَ الحوارُ بين الشّاعرِ والحبيبةِ علاقةً عاطفيّة عميقةً ومتوازِنة لكنْ تحفُّها الموانعُ. فالحبيبُ حريصٌ على حمايةِ الحبيبة مِنْ خطرِ الأعداء الـمُفسِدين المتربِّصِين بهما. أمّا هي، رغمَ شوقِها الصّريح إليه، تبدُو مُنصاعةً لنصائحِه الرّصينة الثّمينة. لقد اتّفق الطّرفان المنسجِمان على خطّةٍ ذكيّة لمراوغةِ الحاسِدين والواشِين. ثمّ إنّ تضمينَ ما قاله الشّاعرُ على لسانِ الحبيبة يُضفي حيويّةً على الغزليّة ويُقوّي حضورَ شخصيّة المرأة الّتي تقول وتفعل.

 مِن أهمِّ وظائف نمطِ الحوار أنّه يكشفُ بواطنَ المتحاوِريْن ويَسِمُ طبيعةَ العلاقةِ بينهما.

·· عــمــــلا مــوفّـــــــقا ··


ليست هناك تعليقات: