الخميس، 1 فبراير 2024

إنتاج كتابيّ: (فقرة حواريّة)، محور 2: (التّجديد..)، شعر: (أبو نُوّاس)، 2023-2024

 



أستاذة العربيّة t فوزيّة الشّطّي t أهمُّ قواعدِ الفقرة الحواريّة t 2ث t معهد المنتزه

t الكبّاريّة t 2023-2024 t

-     منهجيّةُ الفقرة الحواريّة:

المقدّمةُ سرديّة + الجوهرُ حواريّ + الخاتمةُ سرديّة.

-     وظائفُ المقدّمة السّرديّة:

تحدّدُ المقدّمةُ: طرفيْ الحوار (أو أطرافَه إن كانوا جمعا) + الإطارَيْن المكانيّ والزّمانيّ للحوار + موضوعَ الحوار.

-     وظائفُ الخاتمة السّرديّة:

تُحدّدُ الخاتمةُ نتائجَ الحوار (الاقتناع، التّمسّك بنفسِ الموقف، طبيعة العلاقة بين المتخاطِبين...) + تفتحُ الآفاقَ على مواضيعَ جديدة ذاتِ صلةٍ بالموضوع الرّئيسيّ الّذي دار حوله الحوارُ.

-     مضمون الجوهر الحواريّ:

يحوي الجوهرُ: مخاطَباتِ الشّخصيّات المتحاوِرة + الجملَ السّرديّة (والوصفيّة) الواصِلة بين هذه المخاطَبات.

-     المخاطَبَاتُ (المفردُ: المُخَاطَبَةُ):

هي الأقوالُ الـمُسنَدة مباشرةً إلى الشّخصيّاتِ المتحاورة.

-     الجملُ السّرديّة الواصِلة:

هي جملٌ سرديّة كثيرا ما تكونُ غنيّةً بالوصف، تربطُ بين المخاطَبات. وهي تُحدِّد عادةً: هويّةَ المتكلِّم + لهجةَ خِطابه + هيْئتَه الخارجيّة + نواياه الباطنيّةَ + حالتَه النّفسيّة والصّحّيّة والذّهنيّة + منزلتَه الاجتماعيّة + طبيعةَ علاقتِه بباقي الشّخصيّات المتحاورة...

-     تنقيطُ الحوار:

يختصّ الحوارُ بعلامتيْن اثنتيْن مقارنةً بباقي أنماطِ الكتابة:

1-   النّقطتان الرّأسيّتان (:): توُضَعان بعد انتهاءِ الجملة الواصلة لِتُحدِّدا نهايةَ السّرد (والوصف إنْ وُجِد).

2-   المطّةُ (-): تُوضَع قبل المخاطَبة مباشرَة كي تُـحدّدَ بدايةَ كلامِ الشّخصيّة.

يشتركُ الحوارُ مع باقي الأنماطِ الكتابيّة في التّنقيطِ التّالي:

t النّقطة (.): تُـحدّدُ نهايةَ الجملة تركيبيّا ومعنويّا.

t نقطة الاستفهام (؟): تُبيِّن أنّ أُسلوبَ الجملة استفهامٌ حقيقيّ أيْ يستخبرُ طالِبا جوابا مَا.

t نقطة التّعجّب (!): تُبيِّن أنّ الجملةَ تعجّبيّةٌ أيْ تعبّرُ عن انفعالاتٍ قويّة مثل: (الفرح، الحزن، الغضب، الدّهشة، الانبهار، التّعجّب، الصّدمة... ).

t نقطة الاستفهام والتّعجّب (؟!): تُبيِّن أنّ أسلوبَ الجملة استفهامٌ إنكاريّ لا يطلبُ جوابا بل يُعبّر عن موقفٍ مَا سلْبا كانَ أو إيجابا.

td عمَـــلا موفّـــقا ct


أستاذة العربيّة: فوزيّة الشّطّي إنتاج كتابيّ: فقرة حواريّة (أبو نُوّاس)

المحور 2 معهد المنتزه   2ث  2023-2024

¤ المنطلق: «تَـحَاوَرْتَ مَعَ أَبِي نُوَّاسٍ حَوْلَ مَذْهَبِهِ الـخَمْرِيِّ. اُنْقُلْ حِوَارَكُمَا».

¤ التّطبيق: (مقدّمةٌ سرديّة، جوهرٌ حِواريّ، خاتمةٌ سرديّة).

X سمعتُ أنّ الشّاعرَ العبّاسيّ الـمُجدِّدَ 'أبا نُوّاس' يتنزّهُ يوميّا على شاطئِ البحر. فسعيتُ في يومِ عطلةٍ إلى لقائِه كي أتحاورَ معه حول مذهبِه الخمريّ الشّهير. وكان لي ما أردتُ. فما إنْ وصلتُ حتّى رأيتُه يجلس على الرّمالِ الذّهبيّة مُصغِيا إلى موسيقَى الأمْواج.

X بادرتُ بإلقاءِ التّحيّة خَجِلا متودِّدا. فردّ شاعرُنا بأحسنَ مِنها. عندها انتهزتُ الفرصةَ قائِلا:

-     كمْ أنا منبهِرٌ بخمريّاتِك الظّريفة الّتي شرحْناها في درسِ العربيّة! لذا أرجو أن تجيبني عن سؤالٍ يُـحيِّرني: لِـمَ اخترتَ الخمرةَ مذهبًا شعريّا وحياتيّا؟

-     يكمنُ السّببُ في أنّي أكرهُ الحزنَ والكآبة والعزلةَ وأعشقُ الـمرَحَ واللّهوَ وعِشْرةَ خيرِ النُّدمان. والدّليلُ أنّي نهيتُ عن الوقفةِ الطّلليّة البائسة ونصحتُ شعراءَ عصري بالوقفةِ الخمريّة الـمُنعِشة مُنشِدا 'عُجْ لِلْوُقُوفِ عَلَى رَاحٍ وَرَيْـحَانِ'.

شجّعتْني إجابتُه الصّريحة الوافِية. فأردفتُ:

-     ولِـمَ تغزّلتَ بالخمرةِ في ديوانِك أكثرَ مِـمّا تغزّلتَ بالنّساء؟

هَبَّ واقفا. ونظرَ إليّ مُبتسِما. ثمّ ردَّ وقد بدتْ أماراتُ الفخرِ والثّقةِ بالنّفس على محيّاه:

-     هذا لأنّ صحبةَ النّساء لا تخلُو مِن النّكدِ والهمّ والخِصام. أمّا معاقرةُ 'الصَّهْبَاءِ الـمُزَّةِ الـمِسْكِ' فهي سعادةٌ دائمةٌ لا يُعكّرُ صفوَها شيءٌ. إنّ الـمُعتَّقةَ 'لِلسُّقْمِ دَافِعَةٌ'. بل إنّها 'تُطَيِّرُ الـهَمَّ مِنْ حَيْزُومِ حَرَّانِ'.

X بمجرّد أن أنْـهى 'الحسنُ بنُ هانئ' كلامَه ودّعني لِيلحقَ بنُدمانِه في أرقَى الخمّارات. وظلّتْ عينايَ تُتابعُ مِشيتَه المتبختِرة وأنا أُمَنِّـي النّفسَ بحوارٍ آخر معه يكونُ أطولَ وأثرى وأكثرَ صراحة.

عمـــلا مـــوفّقا  


ليست هناك تعليقات: