عربيّتي 2 علوم = arabyyati 2 sc: الفرض التّأليفيّ 2: (دراسة النّصّ)، محور 3: (النّادرة)، نصّ: (الجاحظ)، 2010-2011

أستاذة العربيّة	الفرض التأليفيّ2: دراسة النّصّ	معهد قرطاج درمش
فوزيّة الشّطّي	2 علوم 2	2011.05.30

أَهْدَى أَبُو هُذَيْلٍ الْبَخِيلُ إِلَى مُوَيْسٍ دَجَاجَةً. وَكَانَتْ دَجَاجَتُهُ دُونَ مَا كَانَ يُتَّخَذُ لِمُوَيْسٍ. لَكِنَّهُ بِكَرَمِهِ وَحُسْنِ خُلُقِهِ أَظْهَرَ التَّعَجُّبَ مِنْ سِمَنِهَا وَطِيبِ لَحْمِهَا. إذْ كَانَ يَعْرِفُهُ بِالْإِمْسَاكِ الشَّدِيدِ. فَسَأَلَ أَبُو هُذَيْلٍ: «وَكَيْفَ رَأَيْتَ، يَا أبَا عُمْرَانٍ، تِلْكَ الدَّجَاجَةَ؟». قَالَ: «كَانَتْ عَجَبًا مِنَ الْعَجَبِ». فَيَقُولُ: «أَوَتَدْرِي مَا جِنْسُهَا؟ وَتَدْرِي مَا سِنُّهَا؟ فَإِنَّ الدَّجَاجَةَ إِنَّـمَا تَطِيبُ بِالجِنْسِ وَالسِّنِّ. وَتَدْرِي بِأَيِّ شَيْءٍ كُنَّا نُسَمِّنُهَا وَفِي أَيِّ مَكَانٍ كُنَّا نَعْلِفُهَا؟». فَلاَ يَزَالُ فِي هَذَا وَالآخَرُ يَتَضاحَكُ تَضَاحُكًا نَعْرِفُهُ نَحْنُ وَلاَ يَعْرِفُهُ أَبُو هُذَيْلٍ.

وَكَانَ أَبُو هُذَيْلٍ أَسْلَمَ النَّاسِ صَدْرًا وَأَوْسَعَهُمْ خُلُقًا. فَإِنْ ذَكَرُوا دَجَاجَةً قَالَ: «أَيْنَ كَانَتْ، يَا أَبَا عُمْرَانٍ، مِنْ تِلْكَ الدَّجَاجَةِ؟!». فَإِنْ ذَكَرُوا بَطَّةً أَوْ عَنَاقًا أَوْ جَزُورًا أَوْ بَقَرَةً قَالَ: «فَأَيْنَ كَانَتْ هَذِهِ الْجَزُورُ فِي الْـجُزُرِ مِنْ تِلْكَ الدَّجَاجَةِ فِي الدَّجَاجِ؟». وَإِنِ اسْتَسْمَنَ أَبُو هُذَيْلٍ شَيْئًا مِنَ الطَّيْرِ وَالْبَهَائِمِ قَالَ: «لاَ وَاللَّهِ، وَلاَ تِلْكَ الدَّجَاجَة». وَإِنْ ذَكَرُوا عُذُوبَةَ الشَّحْمِ قَالَ: «عُذُوبَةُ الشَّحْمِ فِي الْبَقَرِ وَالْبَطِّ وَبُطُونِ السَّمَكِ وَالدَّجَاج. وَلاَ سِيَّمَا ذَلِكَ الْجِنْسُ مِنَ الدَّجَاجِ». وَإِنْ تَذَاكَرُوا مِيلاَدَ شَيْءٍ أَوْ قُدُومَ إِنْسَانٍ قَالَ: «كَانَ ذَلِكَ بَعْدَ أَنْ أَهْدَيْتُهَا لَكَ بِسَنَةٍ، وَمَا كَانَ بَيْنَ قُدُومِ فُلاَنٍ وَبَيْنَ الْبِعْثَةِ بِتِلْكَ الدَّجَاجَةِ إِلاَّ يَوْمٌ». فَكَانَتْ مَثَلاً فِي كُلِّ شَيْءٍ وَتَارِيخًا لِكُلِّ شَيْء.

وَأقْبَلَ أبُو هُذَيْلٍ مَرَّةً عَلَى صَدِيقٍ لَهُ، وَنَحْنُ عِنْدَهُ، قَائِلاً: «إِنِّي رَجُلٌ مُنْخَرِقُ الْكَفَّيْنِ. وَيَدِي هَذِهِ صَنَاعٌ فِي الْكَسْبِ. لَكِنَّهَا فِي الْإِنْفَاقِ خَرْقَاءُ. كَمْ تَظُنُّ مِنْ مِئَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ قَسَمْتُهَا عَلَى الْإِخْوَانِ فِي مَجْلِسٍ؟ أبُو عُثْمَانَ يَعْلَمُ ذَلِكَ. أَسْأَلُكَ بِاللَّهِ، يَا أَبَا عُثْمَانَ، هَلْ تَعْلَمُ ذَلِكَ؟». فُقُلْتُ: «يَا أَبَا هُذَيْلٍ، مَا نَشُكُّ فِي مَا تَقُولُ». [فَلَمْ يَرْضَ بِإِحْضَارِي هَذَا الْكَلاَمَ حَتَّى اسْتَشْهَدَنِي. وَلَمْ يَرْضَ بِاسْتِشْهَادِي حَتَّى اسْتَحْلَفَنِي].

أبو عثمان الجاحظ: «البخلاء»، دار المعارف بتونس، 1989، صص: 151-152، [بتصرّف]

- الإِمْسَاكُ: البُخْلُ، الشُّحُّ، الاِمتناعُ عنْ إنفاقِ الْمالِ....

- أبُو عُمْرَانَ: كُنْيَةُ مُويسٍ.

– الْعَنَاقُ: الأُنثَى مِنْ صِغارِ الْمَعْزِ.

- الْـجَزُورُ: مَا يُذبَحُ منَ النُّوقِ أوِ الْغنَمِ.

– مُنْخَرِقٌ: مُـمَزَّقٌ، مَثْقوبٌ، مُبَذِرٌ، مُسْرِفٌ.

- صَنَاعٌ: حَاذِقٌ في الصَّنائِعِ، ماهِرٌ في عَملِ الْيديْنِ.

– خَرْقَاءُ: حَمْقَاءُ، بَلْهَاءُ، لاَ تَحْفَظُ الـمَالَ.

- أبُو عُثْمَانَ: هو الـجَاحِظُ ساردُ النّصِّ وكَاتِبُهُ.

أستاذة العربيّة	الفرض التأليفيّ2: دراسة النّصّ	معهد قرطاج درمش
فوزيّة الشّطّي	2 علوم 2	2011.05.30

التّلميذ(ة): .............................. الرّقم: ............ العدد: ...................../20

1- أكمِلِ الْجدولَ مُعتمِدا ما سُطِّر في النّصّ: 3ن

الفعلُ	الوزنُ	الجذرُ	المعنَى
- نُسَمِّنُ
- يَتَضَاحَكُ
- اِسْتَسْمَنَ
- تَذَاكَرُوا

2- عوِّضْ ما وُضِع بين قوسيْن بالفعل الـمزيد الـمـناسِب، مع الشّكلِ التّامّ: 2ن

- (تَظَاهَرَ) الرِّفَاقُ (بِالـحُمْقِ) مُـجَامَلَةً لِلْبَخِيلِ: ← ..........................................................

- (طَلَبَ) أَبُو هُذَيْلٍ مِنْ أَبِي عُثْمَانَ (أَنْ يَحْلِفَ): ← .....................................................

- (دَخَلَ) الْبَخِيلُ (في الضُّحَى) وَهْوَ يَـمْدَحُ دَجَاجَتَهُ: ← ..................................................

- (وَجَدَ) مُوَيْسٌ الدَّجَاجَةَ (طَيِّبَةً): ← ....................................................................

3- صَار إِهداءُ الدَّجاجةِ حَدثا يُؤرِّخُ به الْبخِيلُ لِكلِّ الْأحداثِ الْأُخرَى. بِمَ تُفسِّر ذلك؟ 2ن

......................................................................................................

4- لِمَ يحرِصُ أبو هُذيْل على ادّعاءِ الْكَرمِ معَ أنّ النّاسَ قبِلُوه كَما هُوَ؟ 1,5ن

......................................................................................................

5- الـجاحظُ يستلطِفُ أبا هُذيْل ويستمتعُ بصُحبتِه. ما الدّليلُ على ذلك؟ 1,5ن

......................................................................................................

6- يَعيشُ بخلاءُ الجاحظِ صِراعا داخِليّا مع نفُوسِهم الْبَخيلةِ وصِراعا خارِجيّا مع الْقِيمِ الأخلاقيّةِ الـجَماعيّةِ. لِأيِّ الصِّراعيْن تكونُ الْغلبةُ حسْبَ رأيِك؟ علِّلْ جوابَك. 2ن

......................................................................................................

7- حرِّرْ فقرةً من [15 سطرا] تدعَمُ فيها الأطروحةَ التّالية:

«وَظَّفَ الْبُخَلاءُ مَا عِنْدَهُمْ مِنْ حِكْمَةٍ وَثَقَافَةٍ وَمُرُونَةٍ لِلدِّفَاعِ عَنْ مَذْهَبِ "الـجَمْعِ والـمَنْعِ" وَلِـاتِّهَامِ الآخَرِينَ بِأنَّهُمْ "مُبَذِّرُونَ مُفْسِدُونَ"». 7ن

......................................................................................................