الثلاثاء، 5 نوفمبر 2024

شرح إنتاجيّ: (دعْ عنك لومي، أبو نوّاس)، محور 2: (التّجديد في الشّعر..)، 2017-2018




النّسخةُ الخاصّة بالتّلميذ إذا اختار المدرّسُ تقديمَ الإصلاح مرقونا

أستاذة العربيّة: فوزيّة الشّطّي  شرح إنتاجيّ : دعْ عنكَ لومي

أبو نَوّاس معهد قرطاح حنّبعل   2 ث   2017-2018

أجِبْ عن الأسئلةِ التّاليةِ في فقراتٍ مُتكاملة:

1-          اِسْتدرجَ أبُو نَوّاسٍ الـمُخاطَبَ. كيف؟ ولِـماذا؟

.....................................................................................................

.....................................................................................................

.....................................................................................................

2-          مَا الصّفاتُ الّتي أسْندَها الشّاعِرُ إلى الخمْرةِ؟ ومَا الحواسُّ الّتي عَوَّلَ عليْها في الوَصْفِ؟

.....................................................................................................

.....................................................................................................

.....................................................................................................

.....................................................................................................

3-          اِرْتَقَتِ الخمرةُ مع ابْنِ هَانِئٍ مِنْ مُتْعةٍ حِسَّيَّةٍ مُؤقَّتةٍ إلى مَذْهبٍ حياتِيٍّ يُدَافَعُ عنْهُ ويُدْعَى إليه. بَيِّنْ ذلك.

.....................................................................................................

.....................................................................................................

.....................................................................................................

.....................................................................................................

4-          مَا الأسَاليبُ الإنْشائيّةُ المستعْمَلةُ في النّصِّ؟ ومَا المعَانِي الّتي عَبَّرتْ عنْها؟

.....................................................................................................

.....................................................................................................

.....................................................................................................

.....................................................................................................

5-          كيفَ تَفَاعَلُ صاحِبُ الخَمْريّاتِ مع الشّعرِ الجاهِليّ؟

.....................................................................................................

.....................................................................................................

.....................................................................................................

6-          مَا الوظيفةُ الّتي أدّاهَا المعْجمُ الدِّينيُّ في هذا النّصِّ؟

.....................................................................................................

.....................................................................................................

.....................................................................................................

///

الإِصْـــلاَحُ

أستاذة العربيّة: فوزيّة الشّطّي، شرح: 'دَعْ عَنْكَ لَوْمِي'، أبُو نَوّاس، 2 ث،

معهد قرطاج حنّبعل، 2017-2018

أجِبْ عن الأسئلةِ التّاليةِ في فقراتٍ مُتكاملة:

1-   اِسْتدرجَ أبُو نَوّاسٍ الـمُخاطَبَ. كيف؟ ولِـماذا؟

اِستدرجَ أبُو نَوّاس مخاطَبيْن: أوّلُهما الخصمُ اللاّئمُ، ثانيهما القارئُ المتقبِّل. فَعل ذلك مُعتمِدا أسلوبَ الأمر [دَعْ، قُلْ] وضميرَ المخاطَب [لَوْ مَازَجْـــــتَ...]. أمّا الغايةُ مِن الاستدراج فكانتْ هجاءَ الخصم وتحقيرَه مِن ناحيةٍ ودعوةَ النّاسِ إلى المذهبِ الخمريّ مِن ناحيةٍ ثانية.

2-   مَا الصّفاتُ الّتي أسْندَها الشّاعِرُ إلى الخمْرةِ؟ ومَا الحواسُّ الّتي عَوَّلَ عليْها في الوَصْفِ؟

عوَّل الشّاعرُ في وصفِ الخمرة على حاسّةِ البصر أساسا. أمّا الصّفاتُ الّتي أسندَها إلى الـمُدامةِ فكانتْ مشتقّةً في الأغلب من معجم النّور. فهي: 'صَفْرَاء' لامعةٌ، وهي: 'لَأْلاَءُ' مضيئةٌ، وهي: 'صَافِيَةٌ' لا شائبةَ فيها، وهي أرقُّ من الماء وألطَفُ، وهي تُماثلُ النّورَ إشعاعا، وهي: 'دُرَّةٌ' لا يوازيها شيءٌ قيمةً. والنّتيجةُ أنّ الخمرةَ النَّوّاسيّةَ صارتْ 'داءً' و'دواءً' في الآن ذاته لجميعِ الآفاتِ النّفسيّة والعقليّة والجسديّة.

3-   اِرْتَقَتِ الخمرةُ مع ابْنِ هَانِئٍ مِنْ مُتْعةٍ حِسَّيَّةٍ مُؤقَّتةٍ إلى مَذْهبٍ حياتِيٍّ يُدَافَعُ عنْهُ ويُدْعَى إليه. بَيِّنْ ذلك:

اِرتقتِ الخمرةُ مع أبي نَوّاسٍ من مجرّدِ متعةٍ حِسّيّة مؤقّتة إلى مذهبٍ حياتيّ يُدافِعُ عنه ويَدْعُو الآخرينَ إليه. والدّليلُ على ذلك أنّ ابنَ هانئٍ يجادلُ، شعرًا، خصما مُعتزليّا ذا شأنٍ. ويُحاولُ بذلك دفعَ النّاسِ إلى اعتناقِ الخمرةِ مذهبًا حياتيّا باعتبارها علاجًا لشتّى الأحزان والأوجاع وسلاحًا ضدّ محنة الفناء. فالنّصُّ حجاجٌ عقلانيّ بقدرِ ما هو مجازٌ شعريّ، وهو جدالٌ مذهبيّ بقدر ما هو تصويرٌ فنّيّ.

4-   مَا الأسَاليبُ الإنْشائيّةُ المستعْمَلةُ في النّصِّ؟ ومَا المعَانِي الّتي عَبَّرتْ عنْها؟

تَتمثّل الأساليبُ الإنشائيّة في الأمر الّذي يطلبُ مِن المخاطَبيْن القيامَ بحدثٍ مَا. فقولُه: [دَعْ عَنْكَ لَوْمِي] يُساوي النّهيَ عن اللّوم. وقولُه [قُلْ...] كأنّما هو رسالةٌ يُرْجَى إيصالُها إلى الخصم 'المذهبيّ' اللّدود. أمّا النّهيُ الصّريحُ [لا تَحْظُرِ العَفْوَ...] فجاءَ سخريةً ضمنيّة مِنَ المعتزليّ المتشدِّد الّذي يُضيِّق في وجه الخلقِ رحمةَ إلهٍ غفور رحِيم عَفُوٍّ.

5-   كيفَ تَفَاعَلُ صاحِبُ الخَمْريّاتِ مع الشّعرِ الجاهِليّ؟

عَبَّر صاحبُ الخمريّاتِ عن موقفٍ نقديّ سلبيّ مِن الشّعر الجاهليّ. جمعَ فيه بين السّخريةِ اللاّذعة مِن 'القديمِ الشّعريّ' وبين الاعتدادِ الـمُشِطِّ بـ 'الجديدِ الـمُحدَث' الّذي إليه تنتمي قصائدُه. فقد نفَى عن نفسِه البكاءَ الكئيبَ على الأطلالِ البالية والتّحسُّرَ على حبيبةٍ وهميّة نائية. ونزّهَ خمرتَه 'النُّورانيّةَ' عن البيئةِ الصّحراويّة القاحلة القاسية بما فيها مِنْ خيامٍ وإبلٍ وشاءٍ. فهو يُفاخرُ بانتمائِه إلى حضارة المدائن ويفضِّل 'أهلَ الحضَرِ' على 'أهلِ الـمَدَرِ'.

6-   مَا الوظيفةُ الّتي أدّاهَا المعْجمُ الدِّينيُّ في هذا النّصِّ؟

تَمثّل المعجمُ الدّينيّ في [تَـحْظُرْ، العَفْوَ، حَرِجًا، حَظْرَ، الدِّينِ، إزْرَاءُ]. وقد استلهمَ أبو نُوّاس هذا المعجمَ كيْ يؤكّدَ أنّ رحمةَ اللّهِ واسعةٌ لا حدودَ معلومةً لها مهما تفنَّنَ الـمُتشدِّدون في تضييقِها. والدّليلُ مِن التّاريخ أنّ صاحبَ الخمريّاتِ قد تابَ آخرَ حياتِه وكتبَ شعرا زُهْديّا يفيضُ أملاً في نيلِ المغفرة الرّبّانيّة.

عَـملا مُوفّــقا

طريقةُ الشّرحِ الإنـتاجيّ

تهدفُ هذه الطّريقةُ في شرحِ النّصوص مِن مادّة العربيّة إلى غاياتٍ عدّةٍ، منها:

-     كسرُ الرّتابةِ في إنجازِ مادّة شرح النّصّ: فتناولُ جميعِ النّصوص بنفس الطّريقةِ النّمطيّة يَخلقُ مللاً لدى الـمتعلِّم والـمُعلِّم على السّواء.

-     المزجُ بين آليّتيْ الشّرحِ والإنتاج: فالجوابُ عن الأسئلةِ في شكلِ فقراتٍ متكاملةِ البناء ثريّةِ الشّواهد يمثّل تدريبا مصغَّرا على الإنتاج الكتابيّ. ولا يخفى على مدرّس العربيّة أنّ الحصصَ المخصّصة لمادّة الإنتاج الكتابيّ هي أقلُّ مِـمّا يجب. فلا نستطيع بها سدَّ الثّغرات العديدة في المستوى اللّغويّ الهشّ لدى تلاميذنا.

-     مساعدةُ المتعلّمين على الإفصاحِ بالعربيّة شفويّا ثمّ كتابيّا عبر تكوين جملٍ مكتملة أو فقراتٍ قصيرة. ولا يتحقّق ذلك إلاّ بممارسة مهارة الكتابة في أكثر ما يمكن مِن الحصص.

-     إقناعُ التّلميذِ بجدوى الإجابةِ عن الأسئلةِ المصاحبة للنّصِّ الّذي طُلِب منه شرحُه [عادةً نكلّف التّلاميذَ بالإجابةِ عن بعضِ الأسئلة في إعداده الفرديّ لشرحِ النّصّ قبل إنجاز العملِ الجماعيّ].

-     تنبيهُ الـمُتعلِّمِ في شعبةِ الآداب إلى أهـمّيّةِ الأسئلة المصاحبةِ لنصوص التّحليل الأدبيّ لكونِها تكشفُ ميزاتِ النّصّ وخفاياه أسلوبا ومعنًى مباشرا ودلالةً ضمنيّة.

-     الانفتاحُ على منهجيّةِ دراسة النّصّ المخصَّصةِ لتلاميذ الشّعبِ العلميّة والاقتصاديّة، وهي عندي مِنْ أنْـجعِ المناهجِ في مقاربةِ النّصوص الأدبيّة أو الحضاريّة...

-     أدعو إلى تجريبِ هذه الطّريقة مع تلاميذِ المرحلة الإعداديّة. فهمْ أحوجُ مِن غيرهم إلى تعلّميّة الإنتاج.

هذه هي التّجربةُ الأُولَى لما يمكنُ تسميتُه 'الشّرح الإنتاجيّ'. وقد لقِيَتْ صدًى طيّبا لدى تلاميذ الثّانية آداب. لذا قرّرتُ تجديدَها مرّةً أو مرّتيْن في كلِّ محور مع جميعِ المستويات وجميعِ الشُّعب. عسَى أن نجدِّدَ كيْ نرغِّبَ في العربيّة أكثرَ ونعلِّمَها تعليما أعمقَ.

فوزيّة الشّطّي

عمَـــلا موفّـقا


ليست هناك تعليقات: