✿ الموضوعُ: تَرْثِي الخنساءُ أخاهَا القتيلَ صخْرًا مُتفجِّعةً عليه مُعدِّدةً خصالَه. ✿ الأقسامُ: 1- الأبيات [1-4]: ضميرُ المتكلِّم (الرّاثية). 2- البقيّة: ضميرا الغائب "هُوَ" والمخاطَب "أَنْتَ" (الـمَرْثيّ). ✿ الألفـــاظُ: - أَرِقْتُ: فعلٌ ثلاثيّ مجرّد (فَعِلْتُ) جذرُه (ء.ر.ق): ذَهَبَ عَنِّي النَّوْمُ، اِمْتَنَعَ عَلَيَّ النَّوْمُ لَيْلاً. - مُهْتَضَمٍ: اِسمُ مفعولٍ (مُفْتَعَلٍ) فعلُه (اِهْتَضَمَ): مَظْلُومٌ، مُنْكَسِرٌ. - الـهَيْجَاءِ: اِسمٌ مشتقٌّ (الفَعْلاَءِ) جذرُه (ه.ي.ج): الـحَرْبُ. ✿ الشّـــرحُ: 1- التّفجُّعُ على الفقِيد: - حضّت الخنساءُ، في ما يشبه الحوارَ الباطنيّ، عينَها على شديدِ البُكاء تعبيرا عن فرْطِ حُزنِها وسعْيا إلى تخفيفِ الألم عنها. - تَستعِيدُ الرّاثيةُ لحظةَ تلقّيها الخبرَ الكريهَ كمَنْ لا يرغبُ في تصديقِ ما سمِع رفْضا للفاجعة وإنكارا لها. - شكَتْ الشّاعرةُ الـمَكْلُومةُ عجْزَها عن النّوم، صدمةً وحُرقةً وفزَعا، منذ تَلقّت الخبرَ الجللَ. - وَعدتِ الأختُ أخاها القتيلَ بأنْ تَفِيَ لذِكْراه وأنْ تَبكِيَه ما عاشتْ وأنْ تُعاديَ مَنْ عاداه إلى آخرِ رمق في حياتها. 2- تَعْدِيدُ خِصالِ الـمَرْثِيّ: - كان الـمَرْثِيُّ عادلا مانِعا للظّالمين الـمُعتدِين، نصيرا للمُهْتَضَمِين الـمُستضعَفين. وهذه خصالُ السّيّد الحليم الـمُؤتـمَن على حقوقِ أبناء القبيلة وعلى كرامتِهم وأمنِهم وأرواحِهم. - صخرٌ رفيعُ النّسبِ، مُشرِقُ الطَّلْعة، عزيزُ الهِمّة، قويُّ الشّكيمة، حُرُّ النّفْسِ، آخذٌ بثأر بَنِي قومه. هو رجلٌ فارس لا غِنًى عنه ولا نَظِيرَ له. - لم يستطع الأعداءُ قتْلَ الفقِيد إلاّ عندما تَكتّلُوا ضدّه جماعةً: كان أعْتَى الفُرسان وأمْهرَ الـمُحاربين. لقد جمعَ صخرٌ بين خِصالِ القوّة القتاليّة وبين القيمِ الأخلاقيّة والإنسانيّة جَـمْعَ التّكامُل والانسجام. فبدا في الـمرثيّةِ صورةً للفتى الجاهليّ النّموذجيّ. ✿ التّقويمُ: - جاءتِ الحكمةُ في خِدمة الرّثاء. إذْ ساهمتْ، عبر تأكيدِ حتميّة الفناء، في تعزيةِ الرّاثية المتفجِّعةِ. - عبّرت المراوحةُ بين ضميريْ الغائب (هُوَ) والمخاطَب (أَنْتَ) عن تَـمزُّق الشّاعرة بين تصديقِ الخبرِ المأساويّ خُضوعا لسُلطةِ الموت وبين الرّغبةِ في إنكاره عبْر 'إحياء' الفقيدِ العزيز شعريّا ومَـجازيّا. - كشف غرضُ الرّثاء تفاعُلَ الجاهليّين مع فجيعةِ الموتِ والفناء وطُموحَهم الإنسانيَّ إلى الخلُودِ في عوالمِ القصيدة كلّما هزمَهمْ 'هادمُ اللّذّات' (الدّهرُ): صار النّصُّ الشّعريّ فضاءً رمزيّا للحياةِ الأبديّة. d❀❖ عمَـــلا موفّـقا ❖❀c |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق