الثلاثاء، 1 يونيو 2021

إنتاج كتابيّ: (فقرة التّعبير عن الرّأي)، محور 4: (الرّومنطيقيّةُ في الأدبِ العربيّ)، 2020-2021

 

أستاذة العربيّة: فوزيّة الشّطّي درس: إنتاج كتابيّ، محور: الرّومنطيقيّةُ في الأدب العربيّ الحديث 2ث، المنتزه 2020-2021

المنطلق: ''يَدَّعِي إِيلِيَا أَبُو مَاضِي فِي قَصِيدَةِ «كَمْ تَشْتَكِي!» أَنَّ الطَّبِيعَةَ كَفِيلَةٌ بِضَمَانِ السَّعَادَةِ الإِنْسَانِـيَّةِ. مَا رَأْيُكَ؟''. [مُلاحظة: في فقرةِ التّعبير عن الرّأيِ الخاصّ، يُقبَل مِن التّلميذِ دعمُ الأطروحةِ أو دَحضُها أو تعديلُها].

v أساندُ الشّاعرَ الرّومنطيقيَّ اللّبنانيَّ المعاصرَ 'إيليا أبو ماضي' في ادّعائِه أنّ الطَّبيعةَ وحدَها كفيلةٌ بضمانِ السّعادةِ الإنسانيّة للبشرِ أجمعينَ. ولي على صحّةِ ذلكَ حججٌ كثيرةٌ.

v لا يختلفُ اثنانِ في أنّ الطّبيعةَ هي الأصلُ والخلاصُ ومنبعُ الإلهام والمعادُ الأخير. والدّليلُ أنّ الشّعوبَ القديمةَ قد عاشتْ في انسجامٍ تامّ مع محيطِها الطّبيعيّ دون تصادمٍ أو عداءٍ أو استنزافٍ. ضِفْ إلى ذلك أنّ الطّبيعةَ تجودُ علينا بما يسدُّ الحاجةَ مِنْ خيراتِ القوتِ والدّواءِ والأمانِ، إذا ما أحْسنّا رعايتَها والتزمْنا شروطَ توازنـِها واحترمْنا نواميسَها الخالدة. ثمّ إنّ الإنسانَ، مِن أقدمِ العصور إلى يومِنا هذا، قد استوحَى علومَه مِن الطّبيعةِ بِنباتها وحيوانِها ومائِها وسمائِها وتضاريسِها. فتاقَ إلى التّحليقِ في الجوِّ إعجابًا بالطّيورِ الحائمةِ في الفضاء. وعشقَ الغوصَ في البحارِ اقتداءً بالأسماكِ السّابحةِ في عُبابِ الماء... أمّا فنونُ الرّسمِ والموسيقى والهندسةِ وغيرِها، فتعلّمها الإنسانُ مِن بدائعِ الله في خلقِه. ولكنْ، مَهْمَا حاكَى البهاءَ الطّبيعيَّ بما توفّرَ لديْهِ مِنَ المهاراتِ والألوانِ والأشكالِ واللّغاتِ والآلاتِ، يظلُّ قاصِرا عن الإتيانِ بمثلِه. حسبُنا التّأمّلُ في بدائعِ الكونِ كيْ نستعيدَ عافيتَنا النّفسيّةَ وصفاءَنا الذّهنيَّ. ويكفِي أنْ نُعمّقَ التّواصلَ معها حتّى نطوّرَ علاقتَنا بأنفسِنا وبأبناءِ جلدتِنا.

v أتفهّمُ أنّ حياتَنا المعاصرةَ صارتْ شديدةَ التّعقيد، قدْ لا تستطيعُ معها الطّبيعةُ تلبيةَ المطالبِ المتزايدةِ جميعِها. ولكنْ هذا لا يتناقضُ مع اليقينِ بأنّ الطّبيعةَ - الأمَّ هي الضّامنُ الحقُّ لكفايتِنا الماديّةِ وسعادتِنا النّفسيّة وبقاءِ نوعِنا المهدَّدِ بالانْدثارِ.

عملا موفّقا


ليست هناك تعليقات: