v أستاذة العربيّة: فوزيّة الشّطّي v إنتاج فقرة تحليليّة v محور: النّادرة، 2ث v
v معهد المنتزه v2018-2019 v
|
المنطلق:
«صَنِّفِ البُخَلاَءَ الّذِينَ دَرَسْتَهُمْ فِي
نَوَادِرِ الجَاحِظِ».
v يَتّفقُ
بخلاءُ أبي عثمان الجاحظ في انتمائهم إلى 'مذهبِ
الجمع والمنع'. بيد أنّهم يختلفون في درجاتِ
الشّحّ ومواضِعِه وأصنافِه.
v فمِن
هؤلاء المقتِّرين مَن يبخل على النّاس حتّى بمكانٍ آمن في بيته. شاهدُنا على ذلك
'أبو مازن'
الّذي تحايل متساكِرا حتّى يمنعَ 'جبلا' المسافرَ ليلا مِن الاحتماء في داره بضعَ ساعات. لقد
بخل إمامُ الشّحِّ هذا بالمكان على مَن استجار به مِن مخاوف الطّريق. وهذا سلوكٌ
يتعارض مع أخلاقِ الرّحمة والتّعايُشِ الإنسانيّ.
ويُوجد
في النّوادرِ الجاحظيّة أيضا صنفٌ عجيب يبخلُ على نفسِه بالدّواء الشّافي
متحمِّلا آلامَ المرض ومضاعفاته. فها هو 'شيخُ
النّخالة' يفضّلُ أن يعانيَ أوجاعَ الصّدر
أيّاما طوالا على أن ينفقَ درهما واحدا مِن أجل الدّواء والغذاء الصّحّيّ. زِدْ
على ذلك أنّه ابتدع جرّاءَ تلك المحنة حيلةً يغشُّ بها النّاسَ ويكسب المزيدَ
مِن المال. والأعجبُ أن يعتبرَ أتباعُه وإخوانُه ذاك التّحيّلَ ضربا مِن 'الوحي' قائلين عنه
بإعجابٍ ومُفاخرة: «مِثْلُ
هَذَا لاَ يَكُونُ إلاَّ سَـمَاوِيّا».
وقد
عرّفنا أبُو عثمان بنموذجٍ للمنطقِ البُخليّ العجيب. فإمامُ التّقتير 'تمّامٌ بن جعفر' بخيلٌ
على الطّعام بخلا مَرَضيّا يجعله يردُّ كلَّ مظاهرِ الصّحّة والعلّة إلى الإكثار
مِن الطّعام. هذا لأنّه محرومٌ مِن لذّة الشّبع وحاسدٌ لكلّ مَن يجود على نفسه
بالطّيّبات.
v إنّ
في كتاب 'البُخَلاَءُ'
أصنافا أخرى مِن أهل الجمع والمنع، عمد كاتبُنا إلى تحليلِ نفسيّتهم غيرِ
العاديّة وغيرِ السّويّة تحليلا عميقا ساخرا معًا.
|
مدوّنة فروض ودروس للسّنة الثّانية من الشّعب العلميّة (الاقتصاد والتّصرّف، تكنولوجيا الإعلاميّة، العلوم التّجريبيّة، الرّياضيّات...) في التّعليم الثّانويّ التّونسيّ.
الخميس، 11 أبريل 2019
إنتاج كتابيّ: ( فقرة تحليليّة)، محور 3: (النّادرة، الجاحظ)، الإصلاح، 2018-2019
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق