الجمعة، 22 فبراير 2019

إنتاجُ فقرة حجاجيّة بالدّعم (محور: التّجديد في الشّعر العربيّ في ق2هـ): 2018-2019


±أستاذة العربيّة: فوزيّة الشّطّي، إنتاجُ فقرة حجاجيّة ± 2ث، المحور 2 ±
± معهد المنتزه، الكبّاريّة، 18- 2019 ±
v «أثناءَ (ق2هـ) تَعايشتْ في الدّولةِ العبّاسيّةِ مذاهبُ شتَّى. مِنْها المذهبُ الـخَمْرِيُّ ومذهبُ الـمُتعةِ الحِسّيَّةِ والمذهبُ الزُّهدِيُّ».
حَلّلْ هذه المذاهبَ الشِّعريّةَ الحياتيّةَ مُبيِّنا أيَّهَا تُفضّلُ مُعلِّلاً جوابَك بحُجَجٍ متنوِّعة.
 c أثناءَ القرن الثّاني للهجرة تعايشتْ في الدّولة العبّاسيّة عدّةُ مذاهب متبايِنة. منها مذاهبُ شعريّةٌ حياتيّة، صاغها أصحابُها شعرا، وعاشوها سُلوكا. ففيمَ تتمثّلُ خصائصُها المميِّزةُ؟ وما هيَ عيوبُها ومحاسنُها عندي؟
c أمّا المذهبُ الخمريُّ فقد تزعّمه 'أبو نُوّاس' الّذي جعل الخمرةَ مركزَ الاهتمام. فهي الحبيبةُ والرّفيقةُ، يعيشُ بها، ويحيا مِن أجلها. بفضلها يسافرُ في عالمِ الخيال والأحلام، ومِنها يستلهم خمريّاته، وبشُربِها يحقّقُ السّعادةَ الكاملة حسْب زعمِه. وأمّا 'بشّارٌ بنُ بُرد' فاعتنقَ مذهبَ المتعةِ الحسّيّة. لذا عدّدَ الحبيبات، وتغنّتْ غزليّاتُه بجمالهنّ وبلهفتِهنّ عليه. وافتخر بمكانتِه عند الحسناوات مُعتبِرا وصالهنَّ أقصى حالاتِ السّعادة. وأمّا المذهبُ الزُّهديّ فقد تزعّمَه 'أبو العتاهية'. كانت زُهديّاتُه تنفيرا مِن الـمُتعِ الدّنيويّة وتحضيضا على التّعلّقِ بالآخرة واحتجاجا متحسِّرا على لزومِ الفناء. لقد بكَى هذا الزّاهدُ حتميّةَ الموتِ حتّى كرِهَ حلاوةَ الحياة.
إنّي أرى في هذه المذاهبِ إفراطا وتفريطا. فمداومةُ السُّكر هروبٌ مِن قسوة الواقع وعجزٌ عن مواجهةِ الأزمات. والسّعادةُ الخمريّة مؤقّتةٌ تنتهي بانتهاءِ مفعول الشّراب. أمّا التّعلُّقُ بالمتعةِ الحسّيّة فكثيرا ما يُلغي أنبلَ العواطفِ الإنسانيّةِ أيْ الحُبَّ. إذْ ينصبُّ الاهتمامُ على الجمالِ الجسديّ، وتكونُ المغامرةُ نزوةً عابرةً لا عشْقا متأصِّلا. وأمّا تطليقُ الدّنيا خوفا مِن الحسابِ الأخرويّ واستعدادا للموتِ الآتي فهو غُلُوٌّ (تطرُّفٌ) يدمّرُ السّعادةَ ويُفسِدُ على المرْء وجودَه ويُعطِّلُ تعميرَ الكون.
c على هذا الأساسِ أعتقدُ أنّ المذهبَ الأوّلَ عَبَثِـيٌّ والثّانيَ ماديٌّ والثّالثَ مأساويٌّ. وخيرُ المذاهبِ، حسْب رأيي، هي الوَسَطيّةُ والاعتدالُ. أيْ أنْ نعملَ لِدُنيانا كأنّنا نعيشُ أبدا وأنْ نعملَ لآخرتِنا كأنّنا نموتُ غدا. v

نسخة ضوئيّة قابلة للتّحميل

نسخة PDF قابلة للتّحميل 
https://files.acrobat.com/a/preview/6102605b-1764-4183-a357-d94ccde1149f

ليست هناك تعليقات: