أســــتاذة
العربـيّة
|
الفرض
العاديّ 3: دراسة النّصّ
|
معهد "قرطاج حــنّـبعل"
|
فوزيّة
الشّـــطّي
|
² 2 تكنولوجيا: 1 ²
|
23 أفريل 2016
|
³ التّلميذ (ة): ..................................... الرّقم: ....... ³
|
قَالَ مَعْبَدٌ: «نَزَلْنَا دَارَ الكِنْدِيِّ أكَثَرَ مِنْ سَنَةٍ،
نُرَوِّجُ لَهُ الكِرَاءَ، وَنَقْضِي لَهُ الحَوَائِجَ، ونَفِي لَهُ
بِالشَّرْطِ». قُلْتُ: «قَدْ فَهِمْتُ تَرْوِيجَ الكِرَاءِ وَقَضَاءَ الحَوَائِجِ.
فَمَا مَعْنَى الوَفَاءِ بِالشَّرْطِ؟ قَالَ: «فِي شَرْطِهِ عَلَى السُّكَّانِ: أَنْ يَكُونَ لَهُ
رَوْثُ الدَّابَّةِ وَبَعَرُ الشَّاةِ، وَألاَّ يُلْقُوا عَظْمًا، وَلاَ يُـخْرِجُوا
كُسَاحَةً، وأنْ يَكُونَ لَهُ نَوَى التَّمْرِ وقُشُورُ الرُّمَّانِ والغَرْفَةُ
مِنْ كُلِّ قِدْرٍ تُطْبَخُ لِلْحُبْلَى فِي بَيْتِهِ. فَكَانُوا لِطِيبِهِ
وَإفْرَاطِ بُـخْلِهِ وَحُسْنِ حَدِيثِهِ يَـحْتَمِلُونَ ذَلِكَ».
قَالَ مَعْبَدٌ: «قَدِمَ ابْنُ عَمٍّ لِي وَمَعَهُ ابْنٌ لَهُ. وَإِذَا رُقْعَةٌ مِنَ
الكِنْدِيِّ قَدْ جَاءَتْنِي: 'إنْ كَانَ مُقَامُ هَذَيْنِ القَادِمَيْنِ لَيْلَةً
أوْ لَيْلَتَيْنِ اِحْتَمَلْنَا ذَلِكَ، وَإنْ كَانَ إطْمَاعُ السُّكَّانِ فِي
اللَّيْلَةِ الوَاحِدَةِ يَـجُرُّ عَلَيْنَا الطَّمَعَ فِي اللَّيَالِي
الكَثِيرَةِ'. فَكَتَبْتُ إلَيْهِ: 'لَيْسَ مُقَامَهُمَا عِنْدَنَا إلاَّ شَهْرًا
أوْ نَحْوَهُ'. فَكَتَبَ إلَيَّ: 'إنَّ دَارَكَ بِثَلاَثِينَ دِرْهَـمًا.
وَأنْتُمْ سِتَّةٌ، لِكُلِّ رَأسٍ خَمْسَةٌ. فَإذَا قَدْ زِدْتَ رَجُلَيْنِ، فَلاَ
بُدَّ لَكَ مِنْ زِيَادَةِ خَمْسَتَيْنِ. فَالدَّارُ عَلَيْكَ مِنْ يَوْمِكَ هَذَا
بِأَرْبَعِينَ'. فَكَتَبْتُ إلَيْهِ: 'وَمَا يَضُرُّكَ مِنْ مُقَامَهِمَا،
وَثِقَلُ أبْدَانِهِمَا عَلَى الأرْضِ الّتِي تَحْمِلُ الجِبَالَ وثِقَلُ
مَؤُونَتِهِمَا عَلَيَّ دُونَكَ؟! فَـــاكْتُبْ إلَيَّ بِعُذْرِكَ لِأَعْرِفَهُ'. وَلَـمْ أَدْرِ
أنِّي أَهْجُمُ عَلَى مَا هَجَمْتُ وَأنِّي أقَعُ مِنْهُ فِيمَا وَقَعْتُ».
J³
أبُو عثمان الجاحظُ، البُخلاءُ، صص
(89-90)،
دار المعارف،
سوسة،
تونس،
مارس 1989 ³J
الشّرح
المعجميّ:
-
الحَوَائِجَ: جَمْعٌ مُفْردُهُ (حَاجَةٌ): مَا يَفْتَقِرُ إلَيْهِ
الإنْسَانُ. ¹
-
الكُسَاحَةُ: الكُنَاسَةُ،
القُمَامَةُ الّتِي تُكْنَسُ لِيُلْقَى بِهَا. ¹
-
الغَرْفَةُ: مِقْدَارُ
مِغْرَفَةٍ مِنَ الطَّعَامِ. ¹
-
الرُّقْعَةُ: قِطْعَةٌ مِنَ الوَرَقِ أَوِ الجِلْدِ يُكْتَبُ فِيهَا.
¹
-
الدِّرْهَـمُ: عُمْلَةٌ فِضِّيَّةٌ قَدِيـمَةٌ. ¹
-
اُكْتُبْ إلَيَّ
بِعُذْرِكَ: بَيِّنْ لِي كِتَابَةً أسْبَابَ انْزِعَاجِكَ مِنْ ضُيُوفِي. ¹
أســــتاذة
العربـيّة
|
الفرض
العاديّ 3: دراسة النّصّ
|
معهد "قرطاج حــنّـبعل"
|
فوزيّة
الشّـــطّي
|
² 2 تكنولوجيا: 1 ²
|
23 أفريل 2016
|
² التّلميذ
(ة):
.............................. الرّقم: .... العدد: ................/20
²
|
1-
وَجَّهَ الشّاهدُ 'مَعبدٌ' حديثَه إلى الجاحظِ. اِستخرجْ من النّصِّ
الدّليلَ على ذلك: (1ن)
............................................................................................................
............................................................................................................
2-
ما هِيَ شُروطُ الكِنْديِّ علَى سُكَّانِ دِيارِه؟ (2ن)
............................................................................................................
............................................................................................................
............................................................................................................
3-
لِـماذَا يقْبَلُ
السّكّانُ بِشروطٍ عجيبةٍ كهذه حسْبَ النّصِّ؟: (1،5ن)
............................................................................................................
............................................................................................................
............................................................................................................
4-
هلْ تعتبرُ
البُخلاءَ ناسًا عادِيّينَ أم مَرْضَى نفْسيّا؟ علّلْ جوابَك: (2ن)
............................................................................................................
............................................................................................................
............................................................................................................
............................................................................................................
5- كَوِّنْ مـمَّا يلي جُـملا شرطيّة مشكولةً شكلا تامًّا، مُغيِّرا ما يجبُ
تغييرُه، مُحدِّدا معنى أداة الشّرط، مُـميِّزا الحدثَيْن الرّئيسيَّ
والثّانويّ: (3ن)
-
الّذِي يَشْرُطُ
عَلَى السُّكَّانِ يَـخْسَرُ طُولَ إقَامَتِهِمْ: © ..................................................
........................................................................................................
-
يُفَتِّشُ
الكِنْدِيُّ كُنَاسَةَ النَّاسِ فِي كُلِّ مَكَانٍ يَـجِدُهَا: ©..............................................
........................................................................................................
-
مِثْلَمَا
يَتَصَرَّفُ مَالِكُ الدَّارِ يَفْعَلُ السُّكَّانُ: © ........................................................
........................................................................................................
6-
أكْمِل الجدولَ المواليَ: (3ن)
الكلمةُ (0،25)
|
الوزنُ (0،25)
|
الجذرُ
ونوعُه (0،5)
|
الصّيغةُ
الصّرفيّة (0،25)
|
مَكْوِيًّا
|
.....
|
.....
|
.....
|
.....
|
يَفْتَعِلُونَ
|
(ح.م.ل):
ثلاثيٌّ صحيحٌ سالمٌ.
|
.....
|
مُطْمَئِنٌّ
|
.....
|
.....
|
.....
|
.....
|
تَفْعِيلاً
|
(ر.و.ج):
ثلاثيٌّ أجوفُ واويٌّ.
|
.....
|
7- تَـخيَّلْ
أنَّك وَجدْتَ نَفسَكَ مكانَ 'مَعْبد'. كيفَ كُنتَ ستتصرَّفُ مع الكِنديِّ عندما
يُطالبُكَ بثمنِ إقامةِ ضُيوفِكَ؟ اُنْقلْ ما يُـمْكنُ أنْ يَدُورَ بينكُمَا مِن
حِوارٍ مُركِّزا على حُججِ كلٍّ مِنْكما، في فَقرةٍ لا تَتجاوزُ خَمسَةَ عَشَرَ
سطرا [15]:
(6،5ن)
............................................................................................................
............................................................................................................
............................................................................................................
............................................................................................................
............................................................................................................
............................................................................................................
............................................................................................................
............................................................................................................
............................................................................................................
............................................................................................................
............................................................................................................
............................................................................................................
............................................................................................................
............................................................................................................
............................................................................................................
............................................................................................................
............................................................................................................
............................................................................................................
³
نقطة
[1]
على
وُضوحِ الخطِّ ونَظافةِ الوَرقة ³
² عَـــمــــــــــــــــــــلاً
مُـوفَّـــــــــــــــــــــقًا ²
ªîõ الإصلاحُ õîª
أســــتاذة
العربـيّة
|
الفرض
العاديّ 3: دراسة النّصّ
|
معهد "قرطاج حــنّـبعل"
|
فوزيّة
الشّـــطّي
|
² 2 تكنولوجيا: 1 ²
|
23 أفريل 2016
|
² التّلميذ
(ة):
.............................. الرّقم: .... العدد: ................/20
²
|
1-
وَجَّهَ الشّاهدُ 'مَعبدٌ' حديثَه إلى الجاحظِ. اِستخرجْ من النّصِّ
الدّليلَ على ذلك: (1ن)
وَجّه 'معبدٌ' حديثَه إلى الكاتب أبي عثمان. فجاء النّصُّ حوارا
كان قد دار بينهما قبل أنْ يُدوّنَه الجاحظُ كتابةً. والدّليلُ أفعالُ القول:
'قالَ' (معبد) و'قُلْتُ' (الجاحظ): معبدٌ يروي، والكاتبُ يسمعُ ويستفسِرُ.
2-
ما هِيَ شُروطُ الكِنْديِّ علَى سُكَّانِ دِيارِه؟ (2ن)
يَشترطُ الكنديُّ على سكّان دياره أنْ يتنازلُوا له عن رَوْثِ الدَّابَّةِ وَبَعَرِ الشَّاةِ
والعِظامِ ونَوَى التّمر وقشورِ الرّمّان، وَأنْ يُعطوه الكُسَاحَةَ ليفتِّشَها
بنفسِه قبلَ إلقائها، وأنْ يَهَبُوه الغَرْفَةَ مِنْ كُلِّ قِدْرٍ تُطْبَخُ
لِلْحُبْلَى فِي بَيْتِهِ. ثمّ إنّه يشرُطُ على السّاكنِ الّذي يَستضيفُ النّاسَ
عندَه أكثرَ مِن ليلتيْن أنْ يدفعَ ثمنَ إقامة الضّيوفِ حسبَ عددهم.
3-
لِـماذَا
يقْبَلُ السّكّانُ بِشروطٍ عجيبةٍ كهذه حسْبَ النّصِّ؟: (1،5ن)
يقبلُ السّكّانُ بهذه الشّروط العجيبة لأنّ الكنديَّ، رغمَ إفراطه
في البخل والطّمع، رجلٌ طيّبُ النّفس حسنُ الحديث خفيفُ الظّلّ. ويبدُو أنّ
سكّانَ دياره يستمتعون بشُحّه الغريب ويتندّرون بحيله الظّريفة.
4-
هلْ تعتبرُ
البُخلاءَ ناسًا عادِيّينَ أم مَرْضَى نفْسيّا؟ علّلْ جوابَك: (2ن)
أ- أعتقدُ أنّ البخلاءَ ناسٌ عاديّون
جدّا. فأغلبُهم ظُرفاءُ مسالمون لا يعتدُون على أحد. وإن تحيّلُوا على غيرهم
لطَّفُوا الحيلةَ بما يصيّرها نادرة لا مأساةً. بيد أنّهم يحبّون المالَ حُبَّ
عبادة ويجعلونَه سرَّ سعادتهم وغايةَ وجودهم. وفي المجتمع فئاتٌ أخرى ذاتُ عيوبٍ
أفظعَ من الشُّحِّ وأشنعَ من 'الجمعِ والمنْع'. فالقتلُ والسّرقةُ والخيانةُ مثلا
أعتبرُها شرًّا من الاقتصادِ في النّفقة.
ب- أنا على يقينٍ من أنّ البخلاءَ ناسٌ
مَرْضَى نفسيّا. فالحرصُ على تكديسِ الأموال للتّمتّعِ بمنظرها وحرمانُ النّفْسِ
والعيالِ من الطّعام واللّباس والدّواء خوفا من وهْمِ الفقر هما تعذيبٌ يوميٌّ
مسترسلٌ لا ينقطع إلاّ بانقطاع النَّفَسِ. فهؤلاء المقتصِدون يتصرّفون كما لو
كانُوا خالدين في الدّنيا، ولا يقرؤون للموتِ الحتميّ أيَّ حسابٍ.
[ملاحظة: في سؤالِ
الرّأي يحقّ للتّلميذ أن يتّخذَ أيَّ موقفٍ يشاء. لكنْ يُحاسَب على حُسن الصّياغة
وجودة التّعليل].
5- كَوِّنْ مـمَّا يلي جُـملا شرطيّة مشكولةً شكلا تامًّا، مُغيِّرا ما يجبُ
تغييرُه، مُحدِّدا معنى أداة الشّرط: (3ن)
-
الّذِي يَشْتَرِطُ
عَلَى السُّكَّانِ يَـخْسَرُ طُولَ إقَامَتِهِمْ:
© مَنْ يَشْتَرِطْ عَلَى السُّكَّانِ / يَـخْسَرْ طُولَ إقَامَتِهِمْ: مَنْ: اِسمُ شرط يدلُّ على العاقل.
-
يُفَتِّشُ
الكِنْدِيُّ كُنَاسَةَ النَّاسِ فِي كُلِّ مَكَانٍ يَـجِدُهَا:
©حَيْثُمَا يَـجِدْ الكِنْدِيُّ كُنَاسَةَ النَّاسِ / يُفَتِّشْــــــهَا: حَيْثُمَا/
أيْنَمَا/أَنَّـى: اسمُ شرط يدلُّ على الظّرفيّة
المكانيّة.
-
مِثْلَمَا
يَتَصَرَّفُ مَالِكُ الدَّارِ يَفْعَلُ السُّكَّانُ:
© كَيْفَمَا يَتَصَرَّفْ مَالِكُ الدَّارِ / يَفْعَلْ (= يَتَصَرَّفْ) السّكّانُ: كَيْفَمَا: اِسمُ شرط يدلُّ على الكيفيّة.
6-
أكْمِل الجدولَ المواليَ: (3ن)
الكلمةُ (0،25)
|
الوزنُ (0،25)
|
الجذرُ
ونوعُه (0،5)
|
الصّيغةُ
الصّرفيّة (0،25)
|
مَكْوِيًّا
|
مَفْعُولاً
|
(ك.و.ي): ثلاثيٌّ لفيفٌ مقرونٌ.
|
اِسمُ مفعول.
|
يَـحْتَمِلُونَ
|
يَفْتَعِلُونَ
|
(ح.م.ل):
ثلاثيٌّ صحيحٌ سالمٌ.
|
فعلٌ ثلاثيّ مزيد.
|
مُطْمَئِنٌّ
|
مُفْعَلِلٌّ
|
(ط.م.ء.ن): رباعيٌّ مهموزُ اللاّم.
|
اِسمُ فاعل/صفةٌ
مشبَّهة.
|
تَرْوِيـجًا
|
تَفْعِيلاً
|
(ر.و.ج):
ثلاثيٌّ أجوفُ واويٌّ.
|
مصدرٌ.
|
7- تَـخيَّلْ
أنَّك وَجدْتَ نَفسَكَ مكانَ 'مَعْبد'. كيفَ كُنتَ ستتصرَّفُ مع الكِنديِّ عندما
يُطالبُكَ بثمنِ إقامةِ ضُيوفِكَ؟ اُنْقلْ ما يُـمْكنُ أنْ يَدُورَ بينكُمَا مِن
حِوارٍ مُركِّزا على حُججِ كلٍّ مِنْكما، في فَقرةٍ لا تَتجاوزُ خَمسَةَ عَشَرَ
سطرا [15]:
(6،5ن)
î
اِسْتضفتُ بعضَ أقاربي. وكنتُ أسكنُ إحدَى ديارِ الكنديِّ، ذاك
الّذي جاوزَ الحدَّ في البخْل والطّمَع. ففُوجئتُ به بعدَ ليلتيْن من إقامة بعضِ ضُيوفي
يطرقُ بابي مطالِبا إيّايَ بدفْعِ ثمن 'السّاكنين الجدد'، ما دامتْ إقامتُهم قدْ
طالتْ أكثرَ ممّا يجبُ حسْبَ زَعْمِه.
î سمعتُ خطابَه الطّويلَ في صمتٍ وانتباه. ثمّ قلتُ هادئا متأنّيا:
-
أيّها
الرّجلُ الطّيّبُ، لقد قبلتُ شروطَكَ الـمُجْحِفةَ كلّها قبل أن نوقّعَ عقدَ
الكراء. فبأيّ حقٍّ تأتينِـي الآنَ بشرطٍ جديد عجيب؟! ألا تظنُّ أنّ أوانَ الشُّروطِ قد فات؟!
اِستغربَ إمامُ البخل رباطةَ جَأْشِي وقوّةَ حجّتي. فنظر إليّ
مَلِيًّا قبل أن يُردِفَ:
- لو
فاتَ أوانُ الشّروط لَفعلَ السّكّانُ شرَّ الأفاعِيل في دياري. إنّ الشّروطَ
الجديدةَ تلائمُ الأوضاعَ الطّارئة. فإذا سمحتُ لضيوفِك بالإقامة المطوَّلة مجانا،
اِستغلَّ بعضُ الـسّكّانِ الأمرَ كيْ يَمنحُوا ضيوفَهم الزّائفين إقامةً دائمة.
لم أجدْ ردّا مناسبا. فخيّرتُ السّكوتَ مُفكِّرا في حيلةٍ تُلْجِمُ
هذا الـمُقتِّرَ الطّمّاعَ. فاستأنفَ الكنديُّ:
-
لا
أظنُّكَ تريدُ ضياعَ مالِي وخرابَ بيتي وتجويعَ عيالي!
أجبتُ متظاهِرا بتصديقِ دَعْوَاه:
- أنا
لا أرضَى أن يصيبَك سوءٌ بسببـي. لذا أقترحُ أن نُعيدَ صياغةَ شروط العقد كُلِّها:
أمّا الرَّوْثُ والبَعرُ والعظامُ ونوَى التّمر وقشورُ الرّمّان فستصيرُ من نصيب
فقراءِ الحيّ، وأمّا الكساحةُ فسأُلقِي بها للجياعِ الّذين يَبِيتون في العراء،
وأمّا الغَرْفةُ من كلِّ قدر أطبخُها فسأُخرجُها صدقةً للأيتامِ والعُجّز
والـمَرضى. ولكَ أدفعُ ثمنَ إقامةِ ضيوفي. فما تقولُ في هذا الحلِّ العادلِ؟!
لَـمحتُ في عينيْ الكنديِّ حيرةً وغضبا وحرَجًا. بيْد أنّه أجابَ مُتصنِّعا
السّكينةَ:
-
لا
داعيَ لإعادة شروط العَقْد. حسْبُنا أن نُضيفَ إليها فصْلا آخر يضمنُ لي حقّي ويصونُ
لي داري.
أدركْتُ أنّ شيخَ 'أهل الجمع والمنْع' قدْ خارتْ قواهُ. فزادَ
عنادي، وأردفتُ بلهجةِ التّحدّي والتّشفّي:
-
فَكِّرْ
جيّدا، أيّها الكنديُّ، فيما اقترحتُ عليكَ: إمّا البقاءُ على ما نحنُ فيه وإمّا
صياغةُ عقدٍ جديد. سأنتظرُ ردَّكَ صباحَ الغَد. طَابتْ ليلتُكَ.
î ثمّ أغلقتُ البابَ في
وجهِه الشّاحبِ المغتاظ المصدوم. ومِن يومِها اِكتفى المحتالُ بمراقبة ضيوفي وهمْ
يرتادون داري صباحَ مساءَ دون أن يجرؤَ على المطالبةِ بثمن إقامتهم مهما طالتْ.
³
نقطة
[1]
على
وُضوحِ الخطِّ ونَظافةِ الوَرقة ³
² عَـــمــــــــــــــــــــلاً
مُـوفَّـــــــــــــــــــــقًا ²
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق