الثلاثاء، 10 مارس 2015

شرحُ النّصّ: التّمهيدُ للمحور 3: (النّادرةُ، الجاحظ)، 2014-2015



أستاذة العربـيّة
التّمهيدُ للمحور: النّادرة
معهد قرطاج حنّـــبعل
فوزيّة الشّـطّي
شرح النّصّ 2 اق3
2014 - 2015
1- ما النّادرة؟
-     النّادرةُ جنسٌ أدبـيّ مستقلٌّ بذاته مِن أجناس القصّ العربـيّ القديم، اِهتمَّ بالشّخصيّاتِ الظّريفة الـمُسلّية من قبيل: البخلاء، جُحَا، أشْعَب، قَراقُوش... فسردَتْ أفعالَـها وأقوالَـها الّـتي أنجزتْها حقّا أو الّتي أُسنِدتْ إليها في الذّاكرة الشّعبيّة عبرَ التّاريخ.
-    للنّادرةِ خصائصُ فنّيّةٌ تُـميّزُها، هي: القِصَرُ الكَمِّيّ، الكثافةُ الـحَدَثِيّةُ، السّعْيُ إلى إضْحاك السّامعِ أو القارئِ عبرَ وسائل شتّى، منها: التّوصيفُ السّاخر للشّخصيّات ومُـجاراتُها في منطقِها العجيبِ الـمُفارِق للمنطقِ الجماعيّ السّائد والدّخولُ معها في حوارات "عَبَثِيّة"، أو تكادُ.
2- تعريفُ الكاتب:
أبُو عثمانَ الجاحظُ [159هـ-255هـ]: مِن كبارِ الأدَباء العربِ في العصر العبّاسيّ. وُلد في مدينة "البَصْرَة" العراقيّة، وبها تُوفّـي. تَنوّعتْ مواضيعُ كتاباته. فقد ألّفَ في علمِ الكلام والأدبِ والسّياسة والتّاريخ والأخلاق والنّبات والحيوان والصّناعة والنّساء وغيرها. وتعدّدتِ الأجناسُ الأدبيّة الّتي تناوَلها. إذْ كتبَ الرّسالةَ والنّقدَ الأدبيّ والبحثَ العلْميّ والنّادرةَ... عُرِفَ الجاحظُ بالنّزعةِ العقلانيّة وبمنهجٍ بحثيّ علميٍّ دقيقٍ يعتمدُ الشَّكَّ والنَّقدَ والاسـْتِقراءَ. وكان يُصرِّفُ الحِجَاجَ ببراعةٍ وحِنكةٍ. وكان بُخلاءُ نوادرِه على منواله.
3- تقديمُ كتاب "البخلاءُ":
-   "البخلاءُ" كتابٌ يضُمُّ مـجموعةً من نوادرِ البُخلاءِ الـمُقتِّرين الّذين يَـجمعونَ أكثرَ ما يَستطِيعون منَ المال ويَـمنعون إنفاقَ أكثر ما يُـمكنُ منه. فسُمُّوا لذلك: «أهلُ الجمْعِ والـمَنْعِ».
-    سردَ الجاحظُ نوادرَ عدّةً ادّعَى أنّه عايَش أحداثَها وعاشرَ "أبطالَها". ونقلَ نوادرَ أُخرى حُكِيتْ له.
-   هــي نوادرُ: واقعيّةٌ [يَزعُمُ الكاتبُ أنّ أحداثَها حقيقيّة] + قَصَصيّةٌ [ذاتُ بِنْيةٍ قَصَصيّة] + ساخِرةٌ [تتّخذُ السُّخريةَ مِن البخلاءِ سبيلا إلى نَقْدهم].
-  كَشفتْ نوادرُ البخلاء ما طرأَ على المجتمعِ العربيّ الإسلاميّ المنفَتحِ على أُمَمٍ عِدّةٍ [العربُ، الفرسُ، الأتراكُ، الرّومُ، الأكرادُ...]، المتنوّعِ فِكريّا ودينيّا ومَذهبيّا، مِنْ تحوُّلٍ في القِيَم الأخلاقيّة الجماعيّة [التّغنّي بالشُّحِّ لا الكَرَمِ...].
-  كانت السّخريةُ الخفيّةُ الـمُهادِنةُ الهادئةُ لكنْ اللاّذعةُ العمِيقةُ، هي سبيلُ "أبي عثمان" إلى فضْحِ هذا التّحوّلِ القِيمِيّ وإدانتِه ونَقْدِه. وقدْ جعلَ "أبطَالَه" يَكشِفون خبايا نفوسِهم الشّحِيحةِ عبْرَ خِطابِهم الحجاجيّ الظّريف. فاقتربتْ النّوادرُ أحيانا من "التّحليلِ النّفسيّ" الّذي يتوغّلُ في بَواطنِ البُخلاء ويُفكِّكُ منطِقَهم "العجيبَ".
                                عَــــــــــــــــــــــــملا مُـــــــــــــــــــــوفّقا

نسخة PDF قابلة للتّحميل
https://files.acrobat.com/a/preview/10a0090d-7c21-4f94-9172-b372f111b8d9

هناك تعليقان (2):